الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يريد الغرب والشرق لسوريا؟

ماذا يريد الغرب والشرق لسوريا؟

03.07.2013
طاهر العدوان

الرأي الاردنية
الاربعاء 3/7/2013
غير السعودية وصوت وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل لا يوجد من يتحدث عن الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه ، سوريا هي الان كما وصف الفيصل تحت الاحتلال الايراني الروسي وسط صمت العرب ونفاق الأوروبيين وتواطؤ الأمريكيين مع اسرائيل ومخططاتها .
يتساءل المعارض السوري ميشيل كيلو ماذا يريد الغرب والشرق لسوريا ؟ .
وإذا كانت الإجابة على هذا السؤال الكبير كما يقول تحتاج من المعارضة الى البحث العميق لحل الغاز مواقف الأمريكيين والأوروبيين ، فان الحقائق القائمة على الارض منذ عامين ونصف تقول لكيلو وقادة الائتلاف الوطني ولقائد الجيش الحر بان الثورة تقف وحدها في معركة الحرية ضد نظام القمع والاستبداد ، ليس لانها إرهابية كما يزعم الأسد وبوتين وخامئني ونصر الله ولكن لأن اوباما وبوتين وميركل وغيرهما يرون ان ( امن اسرائيل ) هو المسألة وان بقاء نظام آل الأسد ضمانة أمنية دائمة ليس في الجولان المحتل فقط وإنما لكل هذه الاطراف كما اعلن الاسد في لقائه الصحفي الاخير بان الغرب سيدفع الثمن ان سقط نظامه لان الارهاب سيصلهم . ومن المخجل ان تنقاد دول مجلس الامن الى تصديق هذا الطرح لتبرير استمرار السكوت على حرب الإبادة ضد السوريين وهو ما يجعل هذه الدول شركاء بهذه الجريمة ، والحقيقة ان الاستبداد والمجازر هما البيئة المثالية لانتشار الإرهاب .
الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي لعقد جلسة عاجلة لوقف ما يعد له النظام من مجازر في حمص سيكشف مرة أخرى بان الغرب والشرق يريدون لسوريا ما تريده اسرائيل وهو جرها ومن خلفها المنطقة الى حرب طويلة يتصارع فيها الاسلام السياسي والمذهبي وتتناثر فيها الهويات والقوميات بما يحول سوريا الى مستنقع يغرق فيه العرب تحت وهم حماية أوروبا وأمريكا وروسيا من ( الإرهاب الإسلامي ) . أما موضع النظام الايراني من كل هذا فهو مستودع الشر وحليف الغرب والشرق في ساعة الضيق كما فعل عند احتلال أفغانستان والعراق من قبل أمريكا والناتو .
اذا انعقد مجلس الامن سيتكرر السيناريو نفسه انقسام تحت وطأة الفيتو الروسي واتفاق على اللا اتفاق وستتواصل مجازر الأسد ومرتزقته ضد الشعب السوري فيما ينشغل كيري بسيناريو آخر ( وهو احياء عملية السلام في فلسطين التي شبعت موتاً ) سيناريو الإلهاء هذا الذي يستخدمه الامريكيون كل مرة يريدون فيها تمرير جريمة اخرى على الارض العربية .
حصار الثورة السورية على مدى عامين ومنع تسليح الجيش الحر بحجة جبهة النصرة التي لا يتجاوز عدد مقاتليها الواحد بالمئة من عدد الجيش الحر انما هي ذرائع لجر سوريا الى نفس المصير الذي وصل اليه العراق ، بتعظيم الهويات الطائفية والإثنية لتقسيمها ، وضرب هويتها العربية الجامعة في جذورها القومية والدينية ، خدمة لفرز اوطان مصطنعة على مقاس الطوائف ، اوطان لا مبرر موضوعيا ولا تاريخيا لقيامها ، وهي لا مستقبل لها لانها تخرج من رحم كراهية مذهبية تغذيها العمائم وفتاواها السوداء .