الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يفعل حزب الله بالجولان؟

ماذا يفعل حزب الله بالجولان؟

20.01.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاثنين 19-1-2015
جاء القصف الإسرائيلي الذي شهده الجولان السورى المحتل بالأمس على موقع لمقاتلي حزب الله، ليدلل من جديد وبصورة دامغة لا تقبل التأويل أو التشكيك؛ على إصرار حزب الله على المضي في التورط في الصراع السوري الدامي الذي دخل عامه الرابع؛ ويؤكد فى ذات الوقت انحياز الحزب الى جانب النظام الحاكم هناك؛ بعد ان سقط — حتى آذانه — فى المجازر التى ارتكبت بحق الشعب السورى؛ والا فما هو معنى وجود صفوة مسلحيه وخلاياه داخل الشطر السورى من الجولان؛ والذين تم رصد بعضهم من قبل الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية؛ فكانت الغارة الجوية التى قتل فيها ستة من عناصر الحزب بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى و"جهاد" نجل عماد مغنية القائد العسكرى الراحل للحزب الذى سبق اغتياله عام 2008 في دمشق بتفجير سيارة. وحمل حزب الله اسرائيل مسؤولية هذا الاغتيال.
الهجوم الإسرائيلي يأتي بعد ثلاثة ايام من قول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إنه يعتبر الهجمات الإسرائيلية المتكررة في سوريا عدوانا كبيرا وأن سوريا وحلفاءها لهم الحق في الرد.. وايا كانت المبررات والدوافع لذلك الوجود والانتشار(المشبوه) لعناصر حزب الله فى تلك المواقع السورية؛ فاننا نقول ان مسلحي الحزب ومقاتليه انحرفت بوصلتهم للاسف — بزاوية كبيرة — فحملوا سلاحهم الى المكان الخطأ (الاراضي السورية) وشهروه الى الهدف الخطأ (السوريين المحتجين) على تجاوزات وانتهاكات نظام حكمهم بالحديد والنار لعقود طويلة ؛ أورثتهم الذل والفقر وحرمتهم من ابسط حقوقهم فى العيش الكريم.
كنا نتطلع الى ان يلزم مسلحو حزب الله مكانهم الطبيعى؛ و"يتخندقوا" داخل مواقعهم المقدسة فى الجنوب اللبنانى؛ للجم الآلة العسكرية للاحتلال الاسرائيلى وردع قواته؛ لكى يسترد اصطفاف الشارع العربى حوله فى تلك المهمة القومية؛ بدلا من الانزلاق مدفوعا وموجها من قبل قوى إقليمية فى تلك "المغامرات" المجنونة وغير المحسوبة فوق الأراضى السورية؛ واستباحة الدم السورى لمجرد مطالبة اصحابه بالحرية والعيش الكريم؛ حيث تدور اشتباكات منذ فترة طويلة بين الجيش السوري مدعوما بعناصر حزب الله ومعارضين مسلحين على مقربة من خط الفصل في الجولان.
الشأن السورى هو شأن السوريين وحدهم؛ وعليهم دون غيرهم تقع مسؤولية تحديد مصير وطنهم واختيار من يحكمهم؛ وعليه فان حزب الله وقياداته ومن" يحركونهم " بالمنطقة مطالبون بالإسراع بسحب قواته وغيرهم من سوريا لوقف نزيف الدم ومسلسل التخريب والتشريد الذى ما عاد يحتمله الشعب السوري.