الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يعني دعم الرياض للجيش اللبناني؟

ماذا يعني دعم الرياض للجيش اللبناني؟

01.01.2014
الوطن السعودية


الثلاثاء 31/12/2013
لطالما عملت أطراف لبنانية على مدى سنوات فائتة، على تصوير واختصار دعم المملكة لطرف سياسي واحد دون غيره، لفك الارتباط بين الرياض وأطراف في الشارع اللبناني. الحديث هنا عن جُملة تيار المستقبل اللبناني المحسوب في سياسته على السعودية، الذي يجد دعما من قبل المملكة، وهذا ليس عيبا، مثله مثل من يلقى دعما من دول أخرى، إلى أن بات مُرتميا بأحضانها، بأقل الأحوال يمتلك تيار المستقبل قراره بنفسه، ولا يتلقى قرارا خارجيا يستوجب تنفيذه بالحرف.
الدعم السعودي الذي قدمته المملكة أول من أمس للجيش اللبناني، ذو أبعاد أبرزها، أن المملكة تضع كل الأطراف والفرقاء اللبنانيين على مسافة واحدة فيما يتعلق بالأمن الوطني اللبناني. لذلك كان الدعم الذي يعدّ الأول من نوعه في تاريخ لبنان منذ استقلالها الأكبر حجما، والأكبر من ذلك معناه السياسي.
الجيش هو المؤسسة الأم للدولة اللبنانية، الذي ينعم في ظله كل الأطراف اللبنانية، حتى من كان مناهضا لسياسة المملكة، كجُملة تيار "المقاومة" المحسوب على النظام السوري، ويحظى بغطاء إيراني أساسي، سيستفيد من تغذيته كل الفرقاء اللبنانيين، وليس فريقا بعينه. هنا ما كانت تسعى المملكة إلى تصويره وتجسيده في آن واحد. المهم هو لبنان الدولة، وليس حزبا أو تيارا سياسيا، أو طائفة بعينها.
فسحة الضوء في العتمة التي وصفها الرئيس المكلف تمام سلام، وربطها بالدعم السعودي، هي ما كانت تسعى لبلوغه الرياض، مع انتقال "النار" المتكرر من سورية إلى لبنان، نظير رمي حزب سياسي لبناني بثقله ورجاله وعتاده إلى جانب نظام الأسد، الذي لم ولن يقبله السوريون على رأس سلطة بلادهم. هذا هو قرارهم ومصيرهم وقد حددوه دون أدنى ضغوطات خارجية. لكن تصميم وإصرار ذلك التيار على المراوحة في محله دعما وقتالا بجانب نظام الأسد، هو ما عبر عنه وإن "ضمنيا" الرئيس المكلف تمام سلام بوصفه العتمة التي يسير لبنان في إطارها.
لن يكون لبنان ما قبل اغتيال الوزير محمد شطح، كما هو لبنان ما بعد تصفية الرجل الذي يوصف بأبرز محاور الاعتدال في لبنان. استعار المواجهة في لبنان كان بمثابة مدعاة لدخول المملكة على الخط من أجل لبنان أولا وأخيرا، وليس لحساب تيار أو طائفة بعينها. الهدف بلوغ فسحة ضوء في عتمة نفق مظلم.