الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يعني عدم دعوة إيران لجنيف2؟

ماذا يعني عدم دعوة إيران لجنيف2؟

25.01.2014
عبد الله الوصالي


اليوم السعودية
الجمعة 24/1/2014
عشية انعقاد مؤتمر جنيف2 لبحث التسوية السلمية للحرب الأهلية السورية، حصل إرباك كان لإيران الدور الوحيد فيه.
فقد فوجئ الجميع ظهر يوم الاثنين 20 يناير -إلا روسيا ربما والنظام السوري الذي كان قد ضم وزراء خارجيتهم اجتماع؛ لتنسيق المواقف قبل بضعة أيام- بخبر إرسال دعوة إلى إيران لحضور المؤتمر. إيران التي على عكس جميع الفرقاء لا تعتبر بيان جنيف1 أساساً لجنيف2. بيان جنيف1اعتبرته القوى العظمى أساساً لما يأتي من بعده من مؤتمرات واتفاقيات، والذي ينص على ايجاد حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، بمعنى آخر إزاحة الأسد عن رأس النظام.
المراقب يستطيع أن يستشف تبايناً في موقف حلفاء الأسد  على الجانب الآخر، أكد أصدقاء سوريا في اجتماعهم الأخير في باريس يوم 12 من يناير، التزامهم بضمان عدم حضور إيران للمؤتمر؛ لدفع أعضاء تحالف قوى المعارضة السورية الذي يضم جبهات تعارض الحوار مع نظام الأسد بعد كل المآسي التي ارتكبها، وبات محتماً على أولئك الأصدقاء الوفاء بتعهدهم فها هو المجلس الوطني اكبر مكون داخل الائتلاف ينسحب مما يؤكد حرج موقف الإتلاف.
والمراقب يستطيع أن يستشف تبايناً في موقف حلفاء الأسد، فالروس ليسوا متمسكين ببشار كرئيس إذا كان هناك من يضمن لهم مصالحهم، بينما صعدت ايران الشجرة التي بات عليها ان تنزل نفسها منها، عندما أصرّت خلال أكثر من منبر في السنوات الثلاث الماضية، وهي عمر الثورة السورية، على أن الأسد لن يسقط وأنها ستحارب من أجل ذلك بكل ما أوتيت من قوة.
جرت إيران -القلقة من عزلها في جنيف2، في محاولة لإفشال المؤتمر- الأمين العام للأمم المتحدة إلى فخ، وأرسلت إليه تطمينات بأنها تقبل جنيف1 كأساس لمفاوضات جنيف2، فأرسل لها دعوة الحضور، لكن تعهدها ذاك لم يشهد عليه أحد سوى بان كي مون الذي تكشفت له الخديعة الإيرانية، فتلا أحد مساعديه بيان خيبة الأمل في إيران، قبل أن يلحقه بسحب دعوتها لحضور المؤتمر.
ماذا يعني كل هذا؟
إن الاختراق الإيراني الذي صاحب الاتفاقية النووية بين إيران والدول الست الكبرى، أثبت أنه وظيفي ولشأن محدد، وأن ايران كانت مخطئة إذا ظنت أن بإمكانها النفاذ عبره الى تسويات سياسية إقليمية. وقد يبعث ذلك الموقف الأمريكي -الذي طالب بان كي مون بسحب دعوته لإيران، والتأكيد على انها جزء من المشكلة وليس الحل- الثقة من جديد لدى اصدقائها وحلفائها في المنطقة التي اهتزت بشكل غير مسبوق بعد الاتفاقية النووية.
ما تبقى هو في ملعب الدول الإقليمية الداعمة للثورة؛ لاغتنام الفرصة ومواصلة الحد من توغل إيران في ملفات المنطقة، فهل لديهم من الكوادر السياسية ما يؤهلهم لاغتنام هذه الفرصة؟