الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مفاوضات جنيف2 تعني حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة

مفاوضات جنيف2 تعني حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة

05.10.2013
علي القيسي


الرأي الاردنية
الجمعة 4/10/2013
منذ عامين تقريبا، ونحن نسمع في وسائل الإعلام عن جنيف 1 ثم قبل عدة أشهر خرج علينا الإعلام بـ جنيف 2، مع العلم أن هذين الإسمين يعودان لمدينة جنيف الأوروبية التي تم عقد الاجتماع الأممي فيها من أجل مناقشة الأزمة السورية، حيث تم الاجتماع من قبل روسيا وأميركا والاتفاق على تبني القرارات الصادرة عن هذا المؤتمر الدولي، ولكن الظروف المستجدة السياسية بخصوص الأزمة السورية في الشهور الماضية لم تساعد على عقد هذا المؤتمر، حتى تم اتخاذ القرار الحاسم قبل أيام من قبل الأمم المتحدة بتحديد يوم 15 نوفمبر القادم موعدا للاجتماع، وبموافقة الاطراف التي لها علاقة بالأزمة السورية وهما الحكومة السورية والمعارضة ممثلة بالإئتلاف ولكن المشكلة الحقيقية الكبرى لدى كافة الاطراف ذلك الغموض الذي يكتنف مقررات جنيف 1 وتلك التفسيرات المتعلقة في نصوصه حتى من قبل الروس والاميركان وهذا ما جعل المراقبين يشعرون بعدم الاطمئنان والشكوك في تطبيق نقاط هذا الاتفاق خاصة من قبل الحكومة السورية فهي تخشى هذا المؤتمر بل تحاول الهروب من استحقاقاته، فكلما تقدم موعد المؤتمر أياماً تجد النظام السوري يعيش حالة من القلق والتشتت والإرباك، حتى غدت التصريحات من المسؤولين في النظام السوري تأخذ منحىً سلبياً اتجاه هذا المؤتمر فهذه التصريحات السياسية والإعلامية تكاد تنكر تماماً وجود طرف آخر للمفاوضات والجلوس معه..!؟ حتى وصل الأمر أن يعلن وليد المعلم وزير خارجية النظام: قوله أن لاحرب طائفية ولا ثورة شعبية في سوريا وأن سوريا تحارب الإرهاب فقط، مثل هذه التصريحات المرتبكة والعاجزة عن الاقناع تعكس حقيقة مرة بات يشعر بها النظام عند تقدم موعد هذا المؤتمر حيث أن النظام ربما لم يدرك لغاية الآن أن المؤتمر سيكون لحظة مفصلية وفارقة في حياته، لأن القرارات والنقاط التي تم التوصل إليها في جنيف 1 وو افقت عليها روسيا وأميركا هي تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة دون الأسد..!؟ فالنقاط المتضمنة للاتفاق جنيف1 هي :
1-وقف اطلاق النار فوراً.
2- انسحاب القوات النظامية السورية بكامل معداتها من المدن والشوارع والعودة إلى ثكناتها العسكرية.
3- الإفراج من قبل النظام عن جميع المعتقلين الذين اعتقلوا منذ بداية الانتفاضة بما فيهم النساء والأطفال.
4- السماح للمنظمات والهيئات والجمعيات الإنسانية الإغاثية الدخول لمساعدة المتضررين من القتلى والجرحى وعدم تعطيل عمل هذه المؤسسات الانسانية.
5- السماح لأبناء الشعب السوري كافة التعبير عن إرادتهم والخروج إلى الشوارع إن أرادوا في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقهم الحرية والكرامة والتعبير عن الرأي.
6- تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تستثني من تلطخت أيديهم بدماء السوريين وهذه الحكومة تستبعد أن يكون للرئيس بشار الأسد أي دور سياسي في العملية الديمقراطية وذلك حسب الاتفاق في جنيف1 وجنيف2.
ولعل هذه النقاط إذا تم تنفيذها من قبل النظام والمعارضة ربما تنتهي الأزمة السورية وذلك إذا أعطيت هذه المفاوضات زمناً محدداً دون مماطلة أو تسويف ورغبة صادقة في التعاون لإيجاد مخرج لهذه الأزمة التي أصبحت تهدد دول الإقليم بل والعالم كله، فلا بد للقوى الدولية أن تكون جادة ومخلصة في تنفيذ قرارات مؤتمر جنيف2 وأن يكون هناك ضغط حقيقي من قبل الولايات المتحدة على النظام السوري وبمساعدة روسيا التي أقرت هذا الاتفاق ووافقت عليه وذلك لتشكيل حكومة انتقالية وبسرعة دون تأجيل ذات صلاحيات كاملة بما فيها وزارة الدفاع والأمن وقيادة الجيش واستبعاد الأسد كلياً من الحياة السياسية حتى قبل نهاية ولايته التي غدت غير شرعية بعدما ارتكب من الجرائم التي يعجز عن وصفها اللسان، وفي الختام فلا بد للقوى الكبرى والدول العربية أيضا ومجلس الأمن أن تستعمل نفوذها وقوتها وقوة مجلس الأمن في اتخاذ القرارات المؤثرة والملزمة للتوصل إلى حل سياسي من خلال هذا المؤتمر التاريخي والذي سينهي إراقة الدماء ويطوي صفحة سوداء من حياة السوريين في الانتقال السريع إلى غد مشرق وواعد في ظل ديمقراطية حقيقية تشارك فيها كل الأطياف السياسية والأقليات والطوائف وعلى قدم المساواة لبناء سوريا الجديدة سوريا المستقبل بناء حضاريا ديمقراطيا تصان فيه الحريات والكرامات وحياة الإنسان.