الرئيسة \  مشاركات  \  ما فائدة انعقاد مؤتمر جنيف 2 ؟ على من يضحكون

ما فائدة انعقاد مؤتمر جنيف 2 ؟ على من يضحكون

25.01.2014
رضا سالم الصامت




ان عدم التزام أمريكا وحلفاءها الإقليميين بوعودهم في مؤتمر "جنيف 1" لحل الأزمة السورية ، كان مخيبا للآمال  و كابوسا  وعلى تلك الدول  أن توضح  سبب اختيارها للحل العسكري داخل سوريا  ثم التراجع ، على الرغم من الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال فعاليات مؤتمر جنيف واحد في العام الماضي والمعني بحل الأزمة السورية
و هو ما يفسر ان وراء ذلك مخاوف الدول الغربية (التي تدعي أنها تسعى لإرساء الديمقراطية داخل سوريا) في وقت  كارثي جعل من بشار الأسد يزداد قسوة على شعبه  فقتل من قتل ، و شرد من شرد ، و اعتقل من اعتقل و الى  اليوم مايزال مصرا على التنكيل بشعبه و طرده من وطنه و قتله
والآن يأتي مؤتمر جنيف  2  واضعا على طاولة المفاوضات  ورقات تتضمن
مقترحات لحل الأزمة السورية سياسيا بعد ان فشلوا في حلها عسكريا منذ بدء الصراع في سوريا في آذار/ مارس 2011، والذي أوقع أكثر من 130 ألف قتيل، وشرد الملايين من السوريين
فبالله عليكم عمن تضحكون
مع بدء توافد الوفود الدبلوماسية الدولية (حوالي أربعين دولة ، وتحت رعاية الأمم المتحدة،) على مدينة مونترو السويسرية للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الذي طال تأجيله، تعترف كل الأطراف بأنه مجرد نقطة بداية، لحل الأزمة السورية وسط أجواء مشحونة  بالتوتر و الكلمات المتناقضة  التي ادلى بها رؤساء الوفود الحاضرة فأين هي المعارضة السورية ؟ االتي حضرت   هذا المؤتمر باحتشام ، وهو حرمان كل أطياف المعارضة والسماح لطيف صغير منها بالحضور إلى مؤتمر جنيف 2 مقصود وممنهج والهدف منه الوصول إلى مقررات تخدم هذا الطيف وداعمي هذا الطيف من المعارضة فقط، وقد ادعى من يرأس هذا الوفد أنه يمثل سوريا، وأتمنى أن تروا على الأرض انه يمثل جزء صغيرا جدا من المعارضة السورية وهو بعيد جدا على أن يمثل سوريا، وسوريا أكبر من هذا ، اما   حكومة الجمهورية العربية السورية فهي جاءت لتمثل طموحات الشعب السوري تماما وجاءت لحماية  سوريا من الإرهاب ووقف استمراره  حسب زعمهم ، ثم انها جاءت  بدون شروط مسبقة، بينما نرى ما طرحه الآخرون أنهم يضعون شروطا للاستمرار في هذا المؤتمر
المدخل الحقيقي للاتفاق على حل سياسي يضمن مستقبل أفضل لسوريا، إذا هو طرح الموافقة على جنيف1 ، و العودة إلى بيان جنيف1 حيث تكلم في فقرته الأخيرة عن ترتيبات حكومة انتقالية، وقد ترجم البعض هذه الكلمة بهيئة حكم انتقالي، وحتى الذين قدموا مداخلات، واذا ما عدنا  إلى كلمة كيري مثلا إذ وصفها بالحكومة الانتقالية، بينما غيره وصفها بهيئة الحكم الانتقالي ولكن بالترتيب هي تأتي في مؤخرة بيان جنيف1 اي أنه البند رقم 6 في بيان جنيف، وقبل الوصول إلى هذا البند هناك بنود يجب الاتفاق عليها ومنها أولا سمي في جنيف1 وقف العنف الذي يشنه نظام الأسد على  ابناء سوريا ، فبالترتيب لا بد أن نتفق ولا بد ان نتفق معا، إذا كانوا يريدون حياة أفضل ومستقبل أفضل لسوريا علينا أن نبدأ بوقف الحرب ان صح التعبير وأن نتفق معا و نبدأ من حيث يريد الآخرون الاتفاق على حكومة انتقالية و تبقى سوريا فوق كل اعتبار و نستغل فرصة تواجد المعارضة مع حكومة  النظام وجها لوجه لأول مرة في هذا المؤتمر
ان الاتفاق على حكومة انتقالية أو مستقبل سياسي لسوريا يستمر بحوار سياسي وكل ما يتفق عليه في هذه القاعة وفي هذا المؤتمر يجب أن يكون الحكم الحقيقي للشعب الذي صنع الثورة  و على  بشار و أتباعه مغادرة الحكم نهائيا و هذا هو الحل الأنسب الذي  ينهي المأساة و يعيد للشعب السوري  الأمل في صنع مستقبله من جديد . و الا ما فائدة انعقاد مؤتمر جنيف 2 فعلى من يضحكون!!!
*رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي متعاون