الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما احتمالات التصعيد الروسي-الأميركي في شرق الفرات؟ 

ما احتمالات التصعيد الروسي-الأميركي في شرق الفرات؟ 

21.09.2020
روزنة


روزنة  
الاحد 20/9/2020 
تعود مؤشرات التصادم بين القوات الأميركية والروسية للبروز من جديد في شرق الفرات، إثر إرسال التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن؛ تعزيزات قتالية إلى سوريا لحماية قواته هناك، وذلك بعد تكرر الاحتكاكات والاستفزازات بين الدوريات الروسية والأميركية في المنطقة. 
وقال التحالف الدولي في بيان نشره اليوم السبت، إن مركبات مشاة قتالية من نوع "برادلي M2A2" وصلت إلى شمال شرقي سوريا، من أجل أن تساعد في "توفير الحماية للقوة التابعة لشركاء التحالف في معركتها المستمرة لهزيمة داعش". 
موقع "إن بي سي نيوز" الأميركي، ذكر مساء يوم الجمعة، إن القوات والمركبات الجديدة بمثابة "استعراض للوجود الأمريكي لثني الجيش الروسي عن العبور إلى المنطقة الأمنية في شرق الفرات". 
 وبحسب الموقع، فإن القوات التي وصلت حديثًا تتضمن ست مركبات من نوع "برادلي"، وما يقارب الـ 100 جندي سيبقون في المنطقة لمدة 90 يوما. 
فيما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن مسؤول أميركي قوله أن وصول القوات هي إشارة لروسيا للالتزام بعمليات حل الصراع و "تجنب الأعمال غير المهنية". 
صراع محدود؟ 
وحول ذلك رجّح الباحث السياسي، صدام الجاسر خلال حديث لـ "روزنة" أن يكون هناك صراع محدود بين الأمريكان والروس، إلا أنه لن يرقى إلى مرحلة الصدام، مشيرًا إلى التنسيق الروسي الأميركي من أجل تفادي الصدامات المحتملة وعدم تطورها.  
وتابع بأن ما يحدث خلال الفترة الحالية هو حالة من تثبيت الحدود بين الروس والأمريكان، وترسيم مناطق نفوذ كل قوة منهم. 
قد يهمك: خلافات روسية أميركية تؤجج الصراع في شرق الفرات؟  
وأضاف بأن روسيا تركز حاليا جهودها من أجل تثبيت مناطقها في الساحل، و إنشاء مراكز كبيرة هناك تكون تابعة لها بشكل مباشر، ولكنها في بعض الأحيان تفتعل بعض الصدامات المحدودة مع الأمريكان في مناطق شرق سوريا لتقول أنها موجودة أيضا ويجب التنسيق معها في هذه المنطقة. 
وختم بالقول أن "روسيا تحاول أيضًا تقديم نفسها لدى المجتمع الدولي بأنها جاءت إلى سوريا لمحاربة الإرهاب الداعشي، وبذلك تحاول كسب التأييد من أجل الحصول على استثمارات ومشاريع تعوضها عن التكلفة المادية التي قدمتها من خلال التدخل في سوريا، خصوصا أن النظام السوري غير قادر على تمويل أو تقديم أي مردود مادي للروس، حيث تسعى روسيا إلى جذب المساعدات الأوروبية في ظل الاختلاف الأوربي الأميركي الحالي على الملف السوري، وعدم وضوح رؤية أميركية للحل في سوريا".  
فيما كان لفت الباحث في العلاقات الدولية، طارق وهبي، خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن الدخول الأميركي في الأزمة السورية كان ردة فعل واضحة لعدم تدخل إدارة أوباما في وضع حلول، معتبرًا أنه لم يكن من إدارة ترامب إلا أن تقوم لتتفحص مدى تأثير القرار الأمريكي على الأحداث الداخلية والقرارات العسكرية، وتابع " بالإضافة إلى أن شرق سوريا وبالتحديد الحدود السورية العراقية تشكل هماً كبيراً بعد الانحسار الأميركي من العراق". 
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لا ترى تحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلا مكتسبات مادية فقط، وأيضًا سياسية متعلقة بأمن إسرائيل. 
و أوضح بأن الإدارة الأميركية تعتمد كثيرًا على مقاربات استخباراتية ومراكز أبحاث محلية واقليمية تستمد حضورها من تمويل شرق أوسطي أو خليجي، وهذا ما يدفع الأميركيين بحسب تعبيره إلى محاربة كل من يقف أمام معرفتهم بالأمور. وتابع "السياسة الوقائية هي السياسة الدائمة لدى الإدارة الأميركية، وروسيا تشكل همًا دوليًا لواشنطن ولكنها أيضا تشكل مصدر معلوماتي واسع للأمن الوقائي". 
غموض أميركي؟ 
الكاتب والمحلل السياسي، حسين عمر، أبدى خلال حديثه لـ "روزنة"، شكوكه حول نية الطرفين (الأميركي والروسي) في محاولاتهم الأخيرة لزيادة انتشار قواتهما في المنطقة، معتبراً بأن الهدف الروسي معلوم ويتعلق بشكل مباشر بالسيطرة على المنطقة وإخراج النفوذ الأميركي منه، بالإضافة إلى السعي لإنهاء وجود قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والإدارة الذاتية بهيكليتها الحالية.  
بينما رأى عمر من جانب آخر بأن التحركات الأميركية ليست واضحة، بخاصة التحرش المتعمد لدورياتها بالدوريات الروسية في المناطق التي تمركزت فيها القوات الروسية بعد الانسحاب الأميركي منها.  
وتابع "يبدو لي بأن القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة مترددة في تحركاتها؛ لأن قرار الانسحاب ما زال ساري المفعول والبقاء مؤقت، وبخاصة إذا ما تم انتخاب ترامب لدورة رئاسية أخرى، فإنه ستزداد احتمالات الانسحاب الكلي؛ وستبقى المنطقة رهينة الصراع التركي-الروسي أو التقسيم التركي-الروسي". 
وكانت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، ذكرت نهاية شهر آب الفائت، إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، تنوي الثأر لجنوده من روسيا بعد حادثة تصادم العربات، شمال شرق الحسكة في الـ 26 من آب. 
قد يهمك: مواجهة أمريكية-روسية جديدة بسبب إيران..ما هي العواقب؟ 
و ذكّرت الصحيفة بحديث وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، حول وجوب أن تقدم واشنطن "رد فعال" على مثل هذه الحوادث والاستعداد "لمواجهة روسيا والصين حول العالم". 
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال الروسي غلادكيخ، قُتل مؤخرا؛ بعد أن أطلقت "الإدارة الذاتية" الكردية سراح عدد من "الإرهابيين" من سجونها بدعم من الولايات المتحدة، وأن الأميركيين متورطين بشكل غير مباشر في مقتل الجنرال الروسي.  
بدورها استعرضت روسيا ردها الصارم على مقتل الجنرال عبر اعتراض الدورية الأميركية وإصابة عدد من الجنود، لكن من المتوقع أن يأتي رد من واشنطن أيضا، بحسب الصحيفة. 
من جانبها وجّهت وزارة الدفاع الأميركية؛ تحذيراً لروسيا بشأن الاحتكاك المتكررة بقواتها شرق سوريا، و في بيان لها آنذاك، وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع غونثان هوفمان، تلك التصرفات بـ "الاستفزازية المتعمدة". 
ورغم مطالبة الرئيس ترامب في الخريف الماضي بالانسحاب الكامل لجميع القوات الأميركية البالغ عددها ألف جندي من سوريا، لا يزال لدى البنتاغون حوالي 500 جندي هناك معظمهم في شمال شرق البلاد، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.