الرئيسة \  برق الشرق  \  ما الجديد في السياسة الأمريكية تجاه سوريا بعد قمة كامب ديفيد؟

ما الجديد في السياسة الأمريكية تجاه سوريا بعد قمة كامب ديفيد؟

18.05.2015
المركز الصحفي السوري


المركز الصحفي السوري- عاصم الإدلبي
في سؤال وجهته “قناة العربية” للرئيس الأمريكي باراك أوباما حول سوريا، هل تعتقد أن الأزمة السورية ستنتهي خلال مدة ولايتك الحالية؟ فكان جواب الرئيس الأمريكي هو: “لا أعتقد ذلك، لأن الأزمة السورية معقدة وتحتاج إلى وقت طويل، ولا حل قريباً للوضع في سوريا”.
تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعكس توجه الإدارة الأمريكية الذي لم يتغير، وهو ترك الوضع السوري على ما هو عليه الآن من قتل وتدمير وإبادة للشعب السوري يمارسها نظام الأسد بشتى أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية، والتركيز فقط على محاربة ما أسماه “التنظيمات الإرهابية” كــ “تنظيم الدولة الإسلامية” و “جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة متشددة وتهدد أمنها القومي.
أما عن مستقبل العلاقات الأمريكية – الخليجية فقد اختزل النقاشات والاجتماعات التي جرت في كامب ديفيد بين زعماء دول الخليج والولايات المتحدة حول كيفية محاربة الإرهاب “السني” في المنطقة دون إعطاء ضمانات قوية لدول مجلس التعاون الخليجي حول ضمان عدم استمرار إيران في تهديد الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط ومنعها من امتلاك أسلحة نووية، وحاول “أوباما” التركيز على كيفية منع انتشار ما أسماه “سرطان” القاعدة وتنظيم الدولة في دول الخليج دون النظر إلى كل التهديدات الإيرانية للمنطقة عبر دعمها التنظيمات الإرهابية” الشيعية” في المنطقة كـ “حزب الله” اللبناني و”الميليشيات العراقية” وكذلك دعمها لجماعة الحوثي “الإرهابية” والتي تشكل تهديداً مباشراً لدول الخليج وبالتحديد للملكة العربية السعودية.
بدأت القمة الأمريكية – الخليجية في منتجع كامب ديفيد في ولاية ميريلاند في 14 من الشهر الحالي ، وحضر القمة من الجانب الخليجي، أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وولي عهد مملكة البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد، كما شارك أيضا، ولي العهد السعودي، محمد بن نايف، وولي ولي العهد، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، وناقشت القمة العلاقات الأمريكية الخليجية خصوصاً فيما يتعلق بالتعاون العسكري بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية، وتم اختتام القمة يوم أمس دون التوصل إلى تغيير ملموس في مواقف الرئيس الأمريكي والتزاماته تجاه دول مجلس التعاون وتجاه منطقة الشرق الأوسط ككل.
فيما يخص الوضع في سوريا فقد أكد أوباما على أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء صارم تجاه نظام الأسد قبل التأكد من استخدامه للأسلحة الكيماوية، وهذا إن دل فيدل على أنه تم إنجاز اتفاق أمريكي مع الأسد يتم بموجبه تخليه عن أسلحته الكيماوية مقابل أن يتم التغاضي عن مئات آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام في سوريا، حيث لم يتطرق أوباما في حديثه لقناة العربية عن مأساة الشعب السوري وتعرضه للإبادة بالبراميل المتفجرة وغاز الكلور واختزل المسألة السورية بمكافحة “الإرهاب “.
يمكننا القول أنه لا جديد يذكر في مواقف الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها باراك أوباما حول سوريا، وما أشيع في الآونة الأخيرة حول احتمال قيام دول إقليمية كـ تركيا والسعودية وقطر بتحرك عسكري في سوريا سيبقى مرهوناً بجدية الموقف الأمريكي وثباته حول “مصير الأسد”، حيث اتفق المجتمعون في كامب ديفيد على أنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا، وهو ما دأبت إدارة أوباما على ترديده منذ بداية الأزمة ولم تستطع اتخاذ أي خطوة جدية في اتجاه إسقاط الأسد ونظامه، وهو ما يعني استمرار الوضع العسكري بين شد وجذب بين كافة الأطراف الفاعلة على الأرض في سوريا.
يجب على دول المنطقة من الآن فصاعداً الاعتماد على نفسها لحل مشاكها بنفسها دون الاعتماد على أحد، لأن إدارة أوباما لم تستطع حتى الآن تحقيق اختراق سياسي خلال مدة الولايتين الرئاسيتين، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في العالم أجمع، فالأزمة الأوكرانية ما زالت مستمرة مثلاً، وروسيا احتلت جزيرة القرم على مرأى أمريكا، وكذلك لم يتم تحريك ملف السلام الفلسطيني الإسرائيلي رغم وعودها بإيجاد حل للقضية الفلسطينية.