الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما بعد "كيماوي الأسد"

ما بعد "كيماوي الأسد"

10.05.2014
الوطن السعودية


الجمعة 9/5/2014
لطالما حذر العقلاء، ومن يعرفون سلوك نظام الأسد حق المعرفة، من مغبة التفاؤل المطلق باستجابة النظام السوري مع متطلبات إزالة الترسانة الكيماوية، ذلك أن النظام الفاشي، الذي لم يصدق في أي من وعوده الماضية، ليس بغريب عليه ألا يكون شفافا ومتعاونا في التخلص من أسلحته الكيماوية، التي يعتبرها إحدى الأوراق التي لا تزال تعطي المبرر الشرعي للأسرة الدولية للتعاطي معه.
نظام الأسد، يماطل أيما مماطلة في التخلص من سلاحه الكيماوي، وبأعذار وحجج أغلبها بات مستهلكا، وبعضها الآخر غير مقنع. ومن هنا جاءت دعوات الدول، ومنها المملكة العربية السعودية، إلى ضرورة إلزام نظام الأسد بإزالة وتدمير المواد والأسلحة الكيماوية في الكلمة التي ألقاها مندوبها الدائم في مجلس الأمن عبد الله المعلمي.
المشكلة الأساسية التي تواجهها الدول المناصرة لحقوق الشعوب المكلومة، ومنها الشعب السوري، تتمثل في غياب الإرادة الدولية الصادقة في التعاطي مع ملف دخل عامه الرابع، دون أي تحرك جوهري. فليس ابتداء من ممارسات القتل اليومية التي يمارسها نظام الأسد بحق أفراد شعبه، وليس انتهاء باستخدامه السلاح الكيماوي الذي كان يوما من الأيام خطا أحمر.
كل التفاصيل التي تحيط بالأزمة السورية، تشي بأن الأسرة الدولية ومؤسساتها المعتبرة، اتخذت قرارها تجاه تلك الأزمة. وكل ما قدمته في السابق من جلسات ومؤتمرات ولقاءات سياسية، ليس إلا دليل عجز على مؤسسة مجلس الأمن التي بإمكان دولة واحدة من أعضائها الدائمين تعطيل أي إرادة إن كان هناك ما يمكن تسميته بهذا الاسم.
نظام الأسد، يعلم جيدا، أن من الأسباب التي تجعل من الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، تتعامل معه وفق سياسة "العصا والجزرة"، هو امتلاكه لسلاح كيماوي، استعرض فيه أكثر من مرة في قتل شعبه، ويمكن أن يوجهه أو يسربه لأي من التشكيلات المقاتلة على الأرض السورية، في حال اتخذت واشنطن قرارا جديا لتوجيه أي عمل عسكري بحقه.
ومن هنا، تشير التوقعات إلى استبعاد وجود أي انفراج في الأزمة السورية على المدى المنظور، طالما أن الأسد لا يزال يحتفظ ببعض الأوراق التي تعطيه مقدرة على أن يعيش أكثر.. والخاسر من خلف كل ذلك، شعب أثقلته الهموم، وأثخنته الجراح، وأنهكه الجوع والحصار والقهر.