الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما بعد مظاهرات العراق ومجزرة دوما

ما بعد مظاهرات العراق ومجزرة دوما

19.08.2015
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الثلاثاء 18/8/2015
يحق لكل دول العالم ان تستنكر جرائم الاسد وان تستنكر جريمة دوما التي قصفت فيها قواته الجوية سوقا للخضار، لباعة متجولين، ليظهر الاسد معالم حقده الدفين على مواطنين ابرياء، مواطنين ظلوا لسنوات طوال يأملون بأن يكون لصدمات الامم المتحدة مما يجري في بلدهم تأثير، ولو عبر الاعلان للعالم أجمع عن دموية هذا النظام فاقد الاهلية والشرعية.
في الوقت الذي يؤكد مدير العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين ومن دمشق عن صدمته لهول ما يجري في سوريا، وما شهدته مدينة دوما من جريمة نكراء، ومن تجاهل العالم لحياة المدنيين، وسقوط مئات القتلى، في وقت تنبري إيران وعلى لسان علي اكبر ولايتي بالتأكيد بان فرص الاسد في البقاء أصبحت أكثر من السابق.
طهران التي تحاول بكل قوتها مواجهة خيارات الشارع العراقي، الخيارات الوطنية للعراقيين شيعتهم وسنتهم، بعدما اكتشفوا ان سبب البلاء في العراق كانت إيران، ورجالاتها الفاسدين مثل نوري المالكي، الذي لم يحترم ارادة شعبه، ولا مواطنيه، عندما حاول التأكيد على ان ما يجري في العراق من مظاهرات تطالب بمحاكمة السياسيين الفاسدين، وانهاء نظام المحاصصة الطائفية، وكف يد إيران عن ارادة وسيادة العراق، لم يجد المالكي سوى اتهام هذه الجموع بانها مأجورة وان أجندات خارجية تحركها.
ان المملكة عندما أكدت مرارا على ان الاسد خارج اللعبة وخارج الحلول السياسية، فهي متأكدة بان الشعب السوري بجميع مكوناته الوطنية لا يقبل الاسد ولا يقبل الارهاب، وان المملكة في الوقت الذي تدعم كافة الجهود الدولية لمحاربة الارهاب، فانها ايضا ترى أن من يدافع عن جرائم الاسد يده ايضا ملطخة بالدماء، لانه يقف عارضا امام خيارات السوريين، وان محاربة الارهاب تقتضي ايضا ابعاد كافة العناصر المؤدية اليه من مسؤولين اعلوا من عمليات الشحن الطائفي، ليجد المواطنون انهم كانوا اداة لمجموعة من الفاسدين والمقامرين باوطانهم لصالح إيران.
ان جريمة دوما لن تكون الاخيرة، لكنها حتما ستبقى في جبين الانسانية والعالم الحر والمجتمع الدولي الذي صمت طويلا امام جرائم الأسد، والذي صمت طويلا امام عملية سياسية متناقضة في عراق ظل موحدا عبر التاريخ، وعليه فان من يرغبون بامن واستقرار سوريا والعراق، فان الاستقرار لن يكون مع وجود الادوات الطائفية التي تشعل الاخضر واليابس لصالح إيران، التي تحاول ومن معها حرف مسارات التاريخ ليكون الصراع داخليا بين السنة والشيعة العرب.
لقد آن الأوان لان نستفيد من صرخة اهلنا وشعبنا في العراق بالقول لا لكل من رهنوا ارادتهم وارادة وموارد بلدهم لصالح إيران، إيران التي لم نرَ منها غير الخبث والمؤامرات والتدخل في الشؤون الداخلية، وزرع الخلايا المسلحة في بلداننا، كما جرى في الكويت العزيزة، حيث تمتد يد السوء، الى يد الخير التي ظلت على الدوام بلدا للخير والاستقرار.
اليوم العرب على اختلافهم مدعوون للوحدة، ومدعوون للتآلف والتكاتف، ونبذ العصبيات الطائفية، وسحب البساط من امام قوى التدخل الخارجي على اختلافها، فعندما يتقدم مرجع او سيد مظاهرات العراقيين مطالبا بالحرية لبلده ووطنه ومواطنيه، رافضا الطائفية البغيضة والتمدد الإيراني، فانه حتما يحظى باحترام جل العراقيين على اختلافهم، فقد جرب العراقيون سياسيي طهران، واكتشفوا انهم يخدمونها على حساب مصالح مواطنيهم وعلى حساب بلدهم وامنه واستقراره.
إن جريمة دوما ستعجل بالأسد ومن يقف خلفه وان الدماء التي سالت والاطفال الذين يتموا، والعوائل التي هجرت والبيوت التي دمرت، حتما لن تجعل للاسد من طريق الى المستقبل، وان من يعاند مسارات التاريخ سيرى انه راهن على حصان خاسر وان الامر لقريب بعون الله.