الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما بعد معركة "القصير"

ما بعد معركة "القصير"

08.06.2013
مازن حماد


الوطن القطرية
الجمعة 7/6/2013
يستفاد من توقيت استيلاء قوات النظام السوري وقوات حزب الله على مدينة القصير، أن العثور على حل متفاوض عليه للحرب السورية قد صار أصعب وأبعد منالاً. ويلخص ما قاله المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الموقف عندما قال إن مؤتمر "جنيف-2" قد لا يرى النور لأن المعارضة ليست جاهزة لحضوره.
كذلك تعتقد غالبية الخبراء المستقلين أن هزيمة الثوار في معركة القصير تعتبر ضربة استراتيجية للمعارضة المنقسمة على نفسها والأقل تسليحا وعتاداً وكفاءة من قوات الحكومة المدعومة بآلاف المقاتلين من حزب الله اللبناني وبالطيران والمدفعية.
لكن هؤلاء الخبراء يعتقدون في الوقت ذاته أنه لا توجد هناك فرصة ليحقق أي من الطرفين نصراً عسكرياً حاسماً على ضوء معركة القصير. وفيما احتفلت قوات النظام بالانتصار في القصير، اضطر دبلوماسيون من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى تأجيل موعد انعقاد مؤتمر "جنيف-2" من شهر يونيو الحالي إلى يوليو المقبل على أقل تقدير.
وما يمكن قوله أيضاً إن القصير ليست حلب أو حمص وإنها في النهاية مجرد حلقة في سلسلة طويلة من القتال المرير على بقية المدن والمفاصل والمواقع المهمة. وبعد أن تراجعت فرص التفاوض إلى أدنى نقطة، انهمك الإعلام الحكومي في التحدث عن إنجاز القصير واعتباره عملاً بطولياً بمحو عار الهزيمة في عام "1967"، ويعيد الاستقرار والأمن إلى القصير التي تكمن أهميتها في قربها من الحدود اللبنانية وفي ربطها حمص بدمشق، كما أن المدينة تقع في قلب المعقل العلوي الساحلي الذي تنتمي إليه عائلة الأسد.
ويقطع استيلاء النظام على القصير خط الإمداد الرئيسي للثوار في تلك المنطقة ويسهل عبور قوات حزب الله من وإلى سوريا، لكن قوات الحكومة السورية مازالت بحاجة إلى الاستيلاء على عشرات القرى الواقعة في ريف القصير والتي انسحبت إليها قوات المعارضة.