الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما بين دمشق وطهران.. عتب أم خلاف ؟!

ما بين دمشق وطهران.. عتب أم خلاف ؟!

05.05.2015
رجا طلب



الرأي الاردنية
الاثنين 4-5-2015
من يتابع إعلام النظام السوري والإعلاميين المحسوبين عليه يلاحظ أن هناك عتبا مريرا من قبل دمشق على الأب الإيراني وتحديدا بعد الخسارة المريرة والمذلة التي منيت بها قوات النظام في ادلب وجسر الشغور شمالي سوريا، حيث تفيد التلميحات لهذا الإعلام والإعلاميين "الممانعين" بان إيران لم تلق بثقلها العسكري والاستخباري في دعم جيش النظام في معارك الشمال السوري مع إعطاء إشارات واضحة أن السبب وراء ذلك يعود "لانتهازية طهران" وبحثها عن مصالحها الاقتصادية الكبرى مع تركيا بعد زيارة اردوغان إلى طهران في الثامن من ابريل الماضي وتوقيع اتفاقية التعاون التجاري والبالغة قيمتها 30 مليار دولار اميركي.احد الكتاب في صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله لم يتوقف عند حد العتب على طهران لسكوتها الإعلامي على ما جرى في ادلب وجسر الشغور (صحيفة لحزب الله تنتقد إيران أمر غريب وغير مسبوق) بل اتهمها صراحة بالتواطؤ مع أنقرة، حيث فسر هذا الكاتب انتصارات الثوار السوريين ضد النظام في شمالي سوريا بأنها عائدة لعاملين اثنين الأول: هو زيادة الدعم العسكري التركي لجبهة النصرة والجيش الحر وبخاصة بصواريخ "تاو" الأميركية المضادة للدروع واستقدام ما لا يقل عن خمسة إلى سبعة آلاف مقاتل مدرّب تدريباً عالياً من المجموعات المقاتلة المرتبطة مباشرة بالمخابرات التركية.أما العامل الثاني: فيتمثل برغبة إيرانية واضحة في الابتعاد عن تحدي الرغبة التركية في انجاز انتصارات عسكرية شمالي سوريا لصالح الثوار.وفي الخلاصة فان الكاتب المشار إليه "يُقزم" العلاقة بين طهران ودمشق ويحيلها إلى علاقة انتهازية خسيسة خالية تماما من المبادئ والقيم "الثورية وأخلاق المقاومين" التي طالما "طرشنا" هذا المحور بالتغني بها منذ عام 2000 عندما توهم انه حرر جنوب لبنان، واغفل هذا المحور أن يهود بارك وضع وقتذاك على رأس أجندته المعلنة في الانتخابات ضد نتنياهو الانسحاب من جنوبي لبنان، لأنه كان يصفه بالاحتلال غير المطلوب والغبي.هذا الكاتب قال ما نصه: كما إننا على قناعة، معززةً بالمعطيات، حول استمرار الدعم العسكري والاقتصادي للدولة السورية (وإنما ليكن، واضحا، أن معظم ذلك يتم بشروط تجارية، بما فيها من رهن لأراض وعقارات حكومية، مقابل الديون).من الواضح أن بشار الأسد أصبح مرعوبا على مصيره بعد تلك الانتصارات الأخيرة، ومن الواضح أكثر أن قاسم سليماني لم يعد يتعامل معه كرئيس واخذ يغيبه عن الكثير من المعلومات الحساسة والخطيرة التي كانت تأتيه من جهازه الأمني الذي قُضي عليه بدءا من اصف شوكت وخلية الأزمة مرورا بجامع جامع ورستم غزالي وربما قريبا علي مملوك وهو قضاء تم برغبة طهران وبتخطيط منها لزيادة عزلة الأسد وإضعافه.من المستبعد ان تترك طهران سوريا وبخاصة بعد هذا الاستثمار العسكري والاستخباري فيها طيلة الأربع سنوات الماضية، وهي منفتحة على ما يبدو على أي تفاهم "على سوريا" مع تركيا وقد يكون قد بدأ، أو مع واشنطن أو حتى مع السعودية ولكن السؤال المهم والخطير هل بشار الأسد سيكون جزءا من هذا التفاهم، وهل هناك حاجة له وكم قيمته في أي صفقة قادمة ؟ وهل طهران ترى في زيادة ضعفه فائدة أكثر وطاعة اكبر وهل شارفت على هذه النتيجة ؟... مشهد جديد وضبابي يتشكل بالمنطقة بعد عاصفة الحزم وعلينا المتابعة ولاحقا تاتي الحقائق ومن أبرزها مصير الأسد نفسه