الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما تأثير عودة ماكغورك حليف "قسد" إلى الملف السوري في مجلس الأمن القومي الأمريكي؟ 

ما تأثير عودة ماكغورك حليف "قسد" إلى الملف السوري في مجلس الأمن القومي الأمريكي؟ 

12.01.2021
القدس العربي


القدس العربي 
الاثنين 11/1/2021 
أنطاكيا – "القدس العربي": تشير الأنباء من واشنطن إلى تعيين المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة" بريت ماكغورك في منصب مدير ملف الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي بإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن. 
وتلقفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هذه الأنباء، وعبرت عن ارتياحها للخطوة، نظراً للعلاقة الجيدة التي تربطها بماكغورك، وهو ما عبر عنه عضو هيئة العلاقات الخارجية في حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، دارا مصطفى، بقوله في تصريح لموقع كردي: "نأمل من عودة ماكغورك القوية لموقع مسؤولية أعلى لإدارة كامل ملفات الشرق الأوسط، أن يساهم في حلحلة الأزمة السورية عبر دعم مشروع الإدارة الذاتية". ومقابل ارتياح "قسد" تسببت هذه الأنباء في حالة من القلق لدى طيف واسع من المعارضة السورية، وذلك بسبب مواقف ماكغورك الداعمة لـ "قسد" ومشروعها الموصوف بـ "الاتفصالي". 
وكان ما كغورك قد استقال من منصبه السابق، في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018 احتجاجاً على قرار دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع حينها جيمس ماتيس استقالته. 
وقال الباحث في جامعة "جورج واشنطن" رضوان زيادة، إن حصول ماكغورك على منصب في إدارة بايدن، يعد أمراً متوقعاً، بالنظر إلى أنه كان عضواً في حملة بايدن الانتخابية. 
"سوريا الديمقراطية" مرتاحة للخبر بعكس المعارضة 
وحول تأثير تعيين ماكغورك في هذا المنصب على الملف السوري، اعتبر زيادة أن من المبكر الحكم على ذلك، موضحاً لـ"القدس العربي": "يجب أن ننتظر كيف سيكون حجم اهتمام وزير الخارجية الأمريكي المقبل أنتوني بلينكن، بالملف السوري، فإذا كان وزير الخارجية مهتماً ووضع الملف السوري كأولوية فربما يتم تحييد الأشخاص الآخرين في مجلس الأمن القومي". وأضاف، أنه في هذه الحالة، سيبقى تأثير ماكغورك على الرئيس الأمريكي، لكن لن يكون الصوت الوحيد، والملف السوري مرتبط أيضاً بالوضع الذي ستؤول إليه العلاقات الأمريكية- التركية. 
وبسؤاله عن مدى ارتياحه لشغل ماكغورك هذا المنصب، أشار زيادة إلى مواقف ماكغورك "السلبية" من المعارضة السورية، ودعمه لقوات الحماية الكردية على حساب الانتقال السياسي من سوريا، وقال كل هذه المواقف تدعو للشك والريبة من رؤيته المستقبلية. وأنهى بقوله: "بصراحة لست في حالة ارتياح، لأن ماكغورك أثار الكثير من المخاوف لدى شريحة واسعة من السوريين". 
الباحث المختص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج، قال إن "فوز بايدن منذ البداية أثار مخاوف المعارضة السورية، وهذا الخوف مبرر، بسبب الخشية من تكرار طريقة إدارة باراك أوباما، في الملف السوري". 
وأكد لـ"القدس العربي": أن "تعيين ما كغورك سيكون سلبياً بكل المقاييس في الملف السوري، حيث من المرجح أن لا تدعم إدارة بايدن صراحة إعلان حكم ذاتي في شمال شرق سوريا، وإنما ستسعى إلى فرض ذلك بخطوات على الأرض لفرض الأمر الواقع ". وحسب السراج فإن خطورة ما كغورك لا تتوقف على دعمه المشروع الكردي فحسب، وإنما من موقفه المتشدد تجاه تركيا الداعم الوحيد المتبقي للمعارضة السورية، أيضاً. وقال إن "الإدارة الأمريكية عودتنا على القصور في وضع السياسات والاستراتيجيات في ملفات الشرق الأوسط، وبالتالي فإن موقف ماكغورك المتشدد تجاه تركيا، سيضع المعارضة السورية في خيارات صعبة". 
وحسب مصدر مطلع على الشأن الأمريكي، فإن تولي ماكغورك لهذا المنصب، من شأنه زيادة الدعم المقدم لـ "قسد" وقال لـ"القدس العربي" طالباً عدم الكشف عن اسمه، "ماكغورك يُعتبر من أشد المناصرين لفكرة منح الأكراد حكماً ذاتياً". 
وفي السياق ذاته، يرى الصحافي الكردي شيرزان علو، أن "قسد" تبدو أكثر ارتياحاً مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وتحديداً لجهة تسلم ماكغورك منصباً مهماً في هذه الإدارة. 
وأضاف لـ"القدس العربي" أن تشدد ماكغورك تجاه تركيا، يجعل "قسد" في حالة من الترقب للسياسة الأمريكية في الملف السوري. 
ووصفت صحيفة "يني شفق" التركية الأنباء عن تعيين ماكغورك بـ "القرار مثير للجدل من بايدن" وقالت إن "ماكغورك معروف بمعاداته لتركيا وحبه ودعمه لتنظيمات بي كا كا الإرهابي" حسب الصحيفة التركية. وذكّرت بتلقي ماكغورك لوحة تقديرية من أحد القادة المزعومين لتنظيم الوحدات الكردية الذراع السورية لمنظمة "بي كا كا" في وقت سابق.