الرئيسة \  تقارير  \  ما فحوى اللقاء التركي – السوري الاستخباري الجديد… ومناورات “التحالف” – “قسد”؟

ما فحوى اللقاء التركي – السوري الاستخباري الجديد… ومناورات “التحالف” – “قسد”؟

10.09.2022
هبة محمد


هبة محمد
القدس العربي
الخميس 8/9/2022
دمشق – “القدس العربي” : كشف موقع “إنتلجنس أونلاين”، أن رئيس مخابرات النظام السوري، علي مملوك، عقد اجتماعاً مع نظيره التركي، هاكان فيدان، بوساطة روسية. وحسب المجلة الفرنسية المعنية بالشؤون الاستخباراتية، فإن رئيسي المخابرات التركية والسورية اجتماعاً مرة أخرى، نتيجة حرص روسيا على لعب دور الوسيط بين البلدين.
وذكر موقع المجلة أن “روسيا رعت اجتماعًا جديدًا بين رؤساء المخابرات في البلدين، اللذين كانا على خلاف منذ عام 2011” مشيرة إلى أن الاجتماع لم يخرج “بنتائج مقنعة، لكنه سمح على الأقل لأنقرة ودمشق بالقيام بذلك”. ورغم أن المصدر لم يذكر تاريخ الاجتماع بين رؤساء الاستخبارات، إلا أن بوادر التقارب بين الطرفين كانت قد أثارت عاصفة من الجدل.
وفي هذا الإطار اعتبر الأكاديمي السوري المعارض المقيم في موسكو الدكتور محمود حمزة، أن أهمية اللقاء تأتي من كونها استمراراً لما تمت مناقشته سابقاً بين الرئيسين الروسي والتركي في مدينة سوتشي الروسية، عندما بحثا إمكانية المصالحة وتطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري، وصرح بذلك أردوغان وجاويش أوغلو، وذلك في سياق عدة تصريحات تؤشر إلى وجود محاولات لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
واعتبر المتحدث أن “اللقاء بين رئيس مخابرات النظام السوري علي مملوك، ونظيره التركي هاكان فيدان، ليس بجديد، حيث جرت عدة لقاءات سابقة، وأعلن عنها رسميًا”. وحول نقاط الخلاف والتوقعات من هذا الاجتماع، قال الحمزة “لا بد أن الحديث حول “قسد” (القوات ذات الأغلبية الكردية) تلبية للمطالب التركية، وإزاحتها إلى عمق معين عن الحدود السورية التركية هو الملف الذي يتصدر المباحثات، لا سيما أن هذا أمر يتقاطع مع مصالح النظام السوري، لكن هناك ملفات أخرى أكثر تعقيداً، أولها أن قسد تحت حماية الأمريكيين”.
وجزم بأن تركيا لن تذهب إلى مصالحة النظام السوري ببساطة “فهي لديها شروط كثيرة على رأسها زحزجة قسد، معتبراً أن ما يجري “لعبة دولية إقليمية متفق عليها”. وقال، تركيا طبعا تريد إبعاد قسد عن حدودها كشرط أساسي، في المقابل النظام عنده شروط كثيرة منها تسليم إدلب والمعابر والتخلي عن المعارضة وموضوع العقوبات، وهنا نتحدث عن نقاط خلاف كبيرة بين الطرفين، معتبراً أن “الحديث عن أمور أمنية هو أمر عادي، لكن عندما تصل الأمور إلى حل سياسي أو تسوية في سوريا، فهنا تكمن الصعوبة لأن ذلك يتطلب الاتفاق على قضايا سياسية”.
وحول النقاط الخلافية بين تركيا والنظام السوري، اعتبر الأكاديمي السوري المعارض د.محمود حمزة أن النظام السوري غير مستعد لأي تنازل أو تغير في سياسته. وحول النتائج المتوقع، قال “التصريحات التركية هي تصريحات أولية قد تكون مناورة سياسية غير جدية، وعلى الأغلب لن تعطي نتائج رغم وجود الرغبة، كون النظام تاريخياً قد سبب مشاكل كبيرة لتركيا، لكن يبدو أن الأتراك أرادوا منها إرضاء الروس”.
وبالنتيجة، فإن احتمال حدوث صفقة بين تركيا ونظام الأسد، هو أمر مستبعد حالياً، وحول الرسائل الموجهة قال الحمزة “تركيا قد تكون أرادت توجيه رسالة إلى الداخل التركي حول رغبتها في تخفيف المشاكل، وتسوية الخلاف مع دولة جارة، كذلك توجيه رسالة تهديد إلى قسد”.
وليس بعيداً عن تبادل الرسائل إلى تركيا، أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مناورات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، صباح الأربعاء، في سابقة هي الأولى من نوعها، وذلك عند المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق، في أقصى الشمال الشرقي، باستخدام الصواريخ وقذائف الآر بي جي وأسلحة الكلاشينكوف، لتعزيز التنسيق والعمل المشترك ضد خلايا تنظيم الدولة المنتشرة شمال البلاد.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من “قسد” أن المناورات جرت في الساعة الثامنة من صباح الأربعاء، بحضور عدد من الضباط والجنود الأمريكيين، وبعد الانتهاء من المناورات، عقدت قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة مؤتمراً صحافياً مشتركاً في الموقع نفسه في ريف الحسكة.