الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما لا تقرأه أو تشاهده في إعلام "الممانعة"

ما لا تقرأه أو تشاهده في إعلام "الممانعة"

21.11.2016
ياسر الزعاترة


العرب
الاحد 20/11/2016
خبران في يوم واحد (الأحد قبل الماضي)، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل أن تقرأ مثلهما أو تشاهد عنهما شيئا في إعلام الممانعة، والذي صرنا نفضل تسميته بإعلام التابعية الإيرانية، بعد أن لم يعد القوم يخجلون من إعلان الولاء الكامل لخامنئي، بوصفه "الولي الفقيه"، أو "ولي الأمر أمر المسلمين"، بحسب نصر الله، ولا نعرف إن كان من يؤيده من يساريين وقوميين يعتبرون أنفسهم من المسلمين ولا يجدون حرجا في اعتباره ولي أمرهم أيضا؟!!
الخبر الأول يقول: وصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في حديث مع القناة الثانية الإسرائيلية، العلاقات الروسية الإسرائيلية ب "المتينة"، مشيراً إلى وجود "تنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية بما فيها القضية السورية". وأوضح ميدفيديف أن بلاده وإسرائيل "تتفقان على وجوب أن تكون في سوريا سلطة قوية تحافظ على وحدة هذا البلد وعدم سقوطها بأيدي الإرهابيين".
وأضاف أن "روسيا تقر بحقوق وبتاريخ الشعب اليهودي في أورشليم القدس، وفي حائط المبكى"، وذلك خلافا للقرار الذي اتخذته منظمة "اليونسكو" مؤخرا باعتبار الموقع معلما إسلاميا فقط. بعد ذلك بأيام، نقلت عنه "معاريف" القول: إن "إسرائيل أبلغت روسيا أنها تعتبر بشار الأسد أفضل لها من سواه، رغم أنها لا تؤيده".
في نفس اليوم قرأنا خبرا آخر يقول: ذكرت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية أن بوتن قال في لقاء جمعه بمسؤولين غربيين على هامش مؤتمر دولي عقد الأسبوع الماضي في مدينة "فيلدي" الروسية: "نحن نتبنى السياسات الإسرائيلية ذاتها في مواجهة الإرهاب الإسلامي، فإسرائيل لا ترتدع عن القيام بعمليات عسكرية حتى في المناطق التي يتواجد فيها المدنيون".
وأضاف بوتن أن "سر نجاح إسرائيل في البقاء والتقدم، هو درجة التصميم الذي تظهره في الحرب على الإرهاب الإسلامي، وهذا ما يتوجب أن يتعلمه الغرب أيضا". ووبخ بوتن قادة الدول الغربية، بقوله: "عليكم الاقتداء بإسرائيل. تحقيق إنجازات في الحرب على الإرهاب يتطلب تجاوز مسألة المس بالمدنيين".
لتذكير السادة "الممانعين" إياهم، فالإرهاب الإسلامي الذي يحاربه الكيان الصهيوني ليست سوى قوى المقاومة الإسلامية (حماس)، التي كانت تحسب على "محور المقاومة"، قبل أن يرفض بعضها العدوان على الشعب السوري، فيجري إخراجها من المعسكر، وكيل الاتهامات لها (حماس أعني)، رغم استمرار علاقتها مع إيران بهذا القدر أو ذاك.
هذه العلاقة الخاصة بين روسيا ودولة الاحتلال يجري تجاهلها بالكامل في إعلام التابعية الإيرانية، وبالطبع لأن ذلك ينسف الدعاية المتعلقة بالحرب على سوريا، كما تكشف مستوى الهذيان الذي يتدفق على ألسنة القادة الإيرانيين وتابعيهم في المنطقة.
ما لا تعثر عليه أيضا في إعلام التابعية الإيرانية هي تلك الأنباء التي تتحدث عن العلاقة الحميمة بين النظام المصري وبين الكيان الصهيوني، ذلك أن انحياز النظام للعدوان الإيراني، وأقله التواطؤ معه، يجعله بمنأى عن الانتقادات، في حين يجري إقامة زفة كبيرة لأي خطوة تطبيعية من آخرين يصطفون في المعسكر المعادي لجنون إيران، مع أن أية خطوة تطبيعية من أي أحد تستحق الإدانة، والخطايا لا تبرر الخطايا بأي حال.
هي فضيحة قوم يريدون تسويق مشروع طائفي بثوب غير ثوبه، لكن الوقائع لا تلبث أن تفضحهم يوميا، وتتركهم بلا شيء يستر عوراتهم، أما المصيبة فهي في قوم ينتمون إلى الغالبية المُعتدى عليها، لكنهم يهتفون للولي الفقيه لأسباب شتى، لا حاجة لاستعادتها هنا.;