الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما لم يقلـه هوشيار زيباري !!

ما لم يقلـه هوشيار زيباري !!

17.07.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الاربعاء 17/7/2013
الصديق العزيز هوشيار زيباري وزير خارجية العراق المخضرم لم يستطع بحكم تكوينه النضالي أن يستمر بصمت بقي يلوذ به ، لإعتبارات كثيرة ، على إنتهاك الإيرانيين للأجواء العراقية ونقلهم أسلحة وذخائر لدعم نظام بشار الأسد في حربه ضد شعبه التي هي حرب إيرانية وروسية أيضاً إلتحق بها حزب الله وإلتحق بها طائفي آخر يدعى واثق بطاط الذي هو زعيم حزب الله في العراق الذي إعترف قبل أيام وبعظمة لسانه إنه مرتبط بالولي الفقيه في إيران وأنه يشارك في كل هذا التحشيد الطائفي للقتال ضد الشعب السوري والمعارضة السورية.
لقد كان معروف تمام المعرفة هذا الذي إضطر هوشيار زيباري إلى كشـف النقاب عنه ولكن بلغة دبلوماسية مهذبة وكذلك فإن المعروف أيضاً أن هذا الجسر الجوي العسكري بين طهران ودمشق لم يتوقف إطلاقاً خلال العامين الماضيين وحقيقة أنَّ كبار المسؤولين الإيرانيين ،وفي مقدمتهم مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، لم يُنكروا أنهم يدعمون بشار الأسد في هذه الحرب الدامية التي يشنها على شعبه على إعتبار أنها حربهم وحقيقة أنها حربهم إنْ لدوافع طائفية وإن لدوافع سياسية تتعلق بالمشروع التمددي الإيراني في هذه المنطقة لإستعادة ما يعتبر أمجاد فارس القديمة.
إنَّ هذا الذي قاله الصديق العزيز هوشيار زيباري ،على مضض وبعدما طفح الكيل، هو جزء من الحقيقة فالحقيقة الكاملة هي أنَّ التأثيرات الإيرانية ،التي جعلت الجنرال قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي وهو الآمر الناهي في بلاد الرافدين الذي إن هو تكلم طأطأت له الرؤوس، قد أقحمت العراق وخلافاً لتوجهات وقناعات ومواقف معظم مكوناته في هذه الحرب التي زادها قذارة أنها تحولت إلى حربٍ طائفية باتت واضحة كل الوضوح بعد إنضمام حزب الله.. وهذا البطاط آنف الذكر وفيلق :»أبو الفضل العباس» إليها ومع كل هؤلاء حوثيو اليمن وبعض المصابين بهذا الداء الطائفي من كل بقاع الأرض.
إنَّ العزيز هوشيار زيباري يعرف ،لكنه يمتنع عن إعلان هذا لإعتبارات كثيرة من حقه مراعاتها لأسباب تتعلق بمنصبه وإلتزامه الحزبي والقومي، أنَّ أموالاً عراقية ،أهل العراق الذين يعانون معاناة حقيقية من رداءة الخدمات في بلدهم بلد الخيرات أولى وأحق بها، بقيت تتدفق على دمشق لتصب في موازنة الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد على الشعب السوري ولتطيل في أمد هذه الحرب التي لا شك في أن بعض هذا العنف الذي يحصد أرواح العراقيين وبدوافع طائفية هو إنعكاسٌ لها بات واضحاً كل الوضوح!!.
ويقيناً أن الصديق العزيز هوشيار زيباري يعرف ،لكنه لا يريد أيضاً أن يقول هذا ومعه كل الحق ألاَّ يقوله لأنَّ بالنسبة إليه ليس كل ما يعرف يقال وأنَّ كل ما يجب أن يقال لم يحْن بعد أوان قوله، أن صمود نظام بشار الأسد وبقاءه سيؤثران تأثيراً كاسحاً على المعادلة العراقية الحالية الأثنية والطائفية وأنَّ هذا في ضوء التطلعات الإيرانية في المنطقة سيعرض تجربة الإنجازات التي تحققت في كردستان العراق السياسية والبنيوية والإقتصادية والتعليمية والثقافية إلى إنتكاسة خطيرة.. وهذا هو التاريخ القريب والبعيد أمامنا وعلينا أن نقرأه قراءة جيدة وبخاصة في هذه المرحلة الخطيرة بالفعل.
نحن نعرف الإعتبارات التي تمنع هوشيار زيباري عن كشف المستور وقول كل ما يعرفه بالنسبة لما يتلقاه نظام بشار الأسد من دعم عراقي وإيراني بكل أشكال الدعم وحقيقة أنه لا بدَّ من تفهم هذه الإعتبارات التي هي لن تصمد لحظة واحدة إذا لم ينتصر الشعب السوري في ثورته المجيدة هذه وإذا إهتزت المعادلة الإقليمية الحالية على أساس طائفي وأصبحت يد إيران مطلقة في هذه المنطقة وأصبح الطائفيون هم الذين يرسمون حاضر العراق ومستقبله والمعروف أن كردستان العراقية تعتبر رقماً رئيسياً في هذه المعادلة.