الرئيسة \  برق الشرق  \  ما نتائج زيارة وخطاب اوباما لبرلين ؟

ما نتائج زيارة وخطاب اوباما لبرلين ؟

22.06.2013
هيثم عياش


برلين /‏20‏/06‏/13
غادر الرئيس الامريكي باراك اوباما العاصمة برلين في وفت متأخر من مساء يوم أمس الاربعاء 19 حزيران/يونيو عائدا الى بلاده بعد أن ترك بالعاصمة برلين تساؤلات حول مصداقية  سياسته تجاه سوريا وسباق التسلح  وافغانستان وايران وغيرها . لم تكن زيارة اوباما الى برلين مفاجئة بل جاءت بعد تأكيدات لزيارته خرجت الى العلن في وقت سابق من شهر شباط/فبراير من عام 2013 الحالي بمناسبة مرور خمسين عاما على زيارة الرئيس الامريكي الراحل جون كيندي الى برلين حيث أشار بخطاب القاه في 26 حزيران /يونيو  عام 1963 انه برليني / داعيا وقتها الى انهاء نقسيم العاصمة برلين ، ثم تم التأكيد على زيارة اوباما بداية شهر أيار/مايو . الا أن خطابه الذي القاه امام بوابة براندينبورج التاريخية بعد مباحثاته مع المستشارة انجيلا ميركيل يوم أمس الاربعاء حمل عروضا لروسيا استقبلت ببرودة وعدم اخذها بعين الاعتبار ذلك العرض الذي يكمن بتخفيض عدد الرؤس النووية في اوربا والعالم ومراقبة انتشارها، هذا العرض كان قد تم الاتفاق عليه بين اوباما والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عام 2011 وبقي حبرا على ورق واستقبل الكرملين عروض اوباما يوم أمس ببرودة وعدم  المبالاة جراء استياء القيادة الروسية من واشنطن وحلف شمال الاطلسي / الناتو / تنفيذ / البنتاغون / و/ الناتو / سياستهما بنشر صواريخ دفاعية في اوروبا الشرقية في مقدمتها بولندا اذ وضعت صواريخ دفاعيه على بحر البلطيق بمواجهة المدن الروسية الواقعة على البحر  المذكور.
أما من ناحية مسألة انهاء العنف في سوريا  واتخاذ سياسة صارمة ضد نظام بشار اسد فقد تبين اثناء مؤتمر زعماء الدول الصناعية الذي تم يومي الاثنين والثلاثاء المنصرمين 17 و 18 حزيران/يونيو في ايرلندا الشمالية والمؤتمر الصحافي الذي عقده اوباما يوم أمس الاربعاء 19 الشهر الجاري مع اميركيل عدم وجود اتفاق حول سياسة صارمة لانهاء ماساة الشعب السوري فهو وميركيل اكدا على ضرورة انهاء الحرب التي يقودها اسد ضد الشعب السوري ولم يتطرقا الى مستقبل اسد السياسي في سوريا الامر الذي يعني موافقة ضمنية لآراء موسكو وطهران التي أثارها مؤخرا رئيس ا ايران المنتخب حسن روحاني ببقاء اسد في السلطة حتى عام 2014 اي انتخابات الرئاسة التي من المقرر أن تجري  اذا ما بقي اسد على رأس سلطة غير شرعية باتفاق اكثر دول العالم واعلانه ارسال اسلحة الى الجيش السوري الحر انما هي فقاعات هوائية فالادارة الامريكية ومعها الكرملين واوروبا في مقدمتهم الحكومة الالمانية تخشى  على مستقبل  امن الكيان الصهيوني اذا ما استطاع الشعب السوري الاطاحة بأسد ونظامه وهو ما اشار اليه وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه بصراحة بأن القدس ستكون هدف الاسلاميين بعد دمشق . والادارة الامريكية غير صادقة ولم تكن صادقة بانهاء مأساة الشعب السوري فموافقة وزير الخارجية الامريكي جون كيري على   راي نظيره الروسي سيرجي لافروف عقد مؤتمر دولي / جنيف 2 / حول سوريا وتأكيدات الادارة الامريكية دعمها  الحل السياسي  دليل واضح عدم مصادقية الادارة الامريكية بانهاء مأساة الشعب السوري رغم تأكيد اوباما بالمؤتمر الصحافي الذي عقده مع ميركيل ان واشنطن ومعها اوروبا تريد انهاء الحرب علما ان بشار اسد انشب الحرب مع شعب سوريا .
اما إعلانه باغلاق سجن جوانتينامو فلم  يؤخذ  تصريحه بجدية فزعماء منظمات حقوق الانسان في مقدمتهم زعيمة المعهد الالماني لحقوق الانسان بيئاته رودولف اشارت اثر انتهاء اوباما من كلمته بان زعيم الادارة الامريكية اكد على اغلاق السجن المذكور عام 2008 ببرلين اثناء حملته الانتخابية ومنذ استامه مفاتيح البيت الابيض واستمرار اعتقال سجناء السحن المذكور بدون اسباب تذكر خرق واضح لحقوق الانسان كما ان اوباما الذي وفى بوعده قتل اسامة بن لادن قتل اكثر مما قام تنظيم  القاعدة  بقتل الابراياء وغيرهم جراء ارساله طائرات خفيفة تقصف القرى والمدن النائية بافغانستان والباكستان واليمن بحجة محاربة الارهاب وعلى المرء ان لا يأخذ تصريحات اوباما بجدية فهو كان قد أكد بخطاب القاه بجامعة القاهرة عام 2009 ضرورة المصالحة بين الاسلام والغرب الا ان العلاقات بين الطرفين تدهورت اكثر من ذي قبل  على حد رأي مندوب الامم المتحدة للحوار الديني واحد مؤسسي مجلس شورى حقوق الانسان التابع للامم المتحدة استاذ علوم حقوق الانسان في جامغة مدينة ايرلانجن / جنوب/   هاينر بيليلفدت .
لقد كان يوم أمس الاربعاء 19 حزيران/يونيو يوما مشهودا بالعاصمة برلين فقد وصل عدد المدعوين للاستماع الى خطاب اوباما عند بوابة براندينبورج الى حوالي 6 آلاف شخص عدا عن الذين استمعوا الى خطابه بالشوارع المؤدية الى البوابة تحت  شمس لاذعة وحرارة قاتلة ولم يأخذ احد كلام اوباما بالجدية .