الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما هو العرض الأمريكي الذي سيقدم إلى المعارضة السورية على طاولة جنيف2؟!

ما هو العرض الأمريكي الذي سيقدم إلى المعارضة السورية على طاولة جنيف2؟!

07.12.2013
نزار حسين راشد


القدس العربي
الجمعة 6/12/2013
ما هو العرض الذي ستضعه أمريكا على طاولة جنيف2 أمام المعارضة السورية؟ وهل سيكون مغرياً أو على الأقل مقبولا لتلتقطه المعارضة السورية؟ أم أنها ستلتقطه التقاط المضطر لغياب البديل الأفضل أو حضور البديل الأسوأ؟ طاولة المؤتمر ستكون مزدحمة بالأطباق المتنافرة التي ربما لن تثير شهية أحد، لا بل محاطة بشياطين الهواجس والشكوك وبالنوايا المتناقضة، والأسوأ من ذلك غياب القواسم المشتركة! فماذا تخبىء كف الولايات المتحدة وراء ظهرها لتدق به بقوة طاولة جنيف2؟ أم أنها ستستدرج الجميع إلى شركٍ يكون ثمن الفكاك منها للقبول بالحد الأدنى المعروض لإرضاء كل الأطراف؟
لا شك أن صورة روحاني المبتسمة ستطل على المشهد ولا شك أن العرض الأمريكي سيضمن بقاء هذه الابتسامة ولن يضع اتفاقه مع إيران في مهب ريح صادرة عن جنيف2! فما الذي سيفعله يا ترى ليبدد التقطيبة السعودية؟ وهل سترضي فكرة الحكومة الانتقالية الشتيتين السعودي والإيراني معاً؟ محولة الخلاف إلى خلافٍ حول سقف الصلاحيات ومن ثم يتم الإلتفاف حول هذه الإشكالية من خلال الصيغ الديبلوماسية؟!
وهل سيجرؤ السعوديون والمعارضة على المطالبة بتحديد المدة الزمنية للمرحلة الانتقالية ورسم ملامح لما بعدها بدون مواربة؟وهل ستناقش كيفية العبور من الحكومة الإنتقالية إلى ما بعدها وهل سيكون عبر انتخابات يترشح فيها الأسد لفترة رئاسية جديدة؟ ووفق أي ضمانات؟
لا شك أن الوضع الميداني على الأرض سيحدد الكثير من ملامح الإتفاق ولا شك أيضاً أن عدم الحسم الميداني سيجعل الأمور أكثر صعوبة فلم يحقق أي من الطرفين تقدماً ملموساً يمنحه ميزة تفاوضية! وفي هذه الحالة لن تجد الولايات المتحدة إلا ورقة الإرهاب المستهلكة لتلوح بها في وجه الحاضرين! فهل ستنجح لعبة الحاوي هذه؟
ذلك يعتمد على مدى جدية الخوف السعودي من هذا الإرهاب المحتمل وعلى استعداد المعارضة السورية للتضحية بأطراف هذا الإرهاب وفي هذه الحالة من سيخوض المعركة ضده على الأرض؟ وهل ستقبل العربية السعودية وحليفها الجيش الحر بالقيام بالدور القذر؟! وفي هذه الحالة ستكون هناك معركة جديدة مفتوحة تتبدل فيها الخنادق وليس حكومة انتقالية!
أظن أن الولايات المتحدة ستفشل في جمع خيوط اللعبة كما فشلت في التقاط الكرة المصرية عقب الإنقلاب وتركتها تتدحرج في سقوط حر، وتفشل أيضاً في إيصال المفاوضات الفلسطينية إلى أي مرفأ في ظل غضبٍ إسرائيلي على اتفاقها مع إيران!كما أن النهايات المفتوحة لهذا الإتفاق المبدئي فيما يخص استمرار التخصيب داخل إيران ربما يعيد الأمور إلى نقطة الصفر ناسفاً الاتفاق من أساسه وقاضياً على فرصة جنيف2 في الإنعقاد أصلاً ومسلماً زمام المبادرة لإسرائيل من جهة وللجهاديين على الساحة السورية من جهة أخرى ومقدما الفرصة للسعودية لتستعيد بدورها زمام المبادرة أيضاً بطريقة أكثر فاعلية واستيعاباً لمعطيات الصراع لأنها إن لم تفعل فسيخطف آخرون هذا الدور فالساحات السياسية لا تحتمل الفراغ!