الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مبعوث روسي رابع إلى سوريا يثير التساؤلات! 

مبعوث روسي رابع إلى سوريا يثير التساؤلات! 

11.10.2020
مالك الحافظ



روزنة 
السبت 10/10/2020 
يثير تعيين مبعوث روسي جديد للملف السوري، تساؤلات عدة حول دوافع موسكو لتعيين مبعوثين كثر في سوريا، وفيما سينتجه ذلك من آثار على التسوية السورية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عيّن مساء أمس رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية ألكسندر كينشاك مبعوثا خاصا له في ملف العملية السياسية بسوريا. حيث جاء تعيينه كمبعوث خاص رابع بعد كل من ألكسندر يفيموف (السفير الروسي الحالي بدمشق) الذي تم منحه لقب "السفير المفوض فوق العادة" في أيار الماضي، وسبقه إلى ذلك كل من ميخائيل بوغدانوف (المبعوث الخاص لبوتين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، و الكسندر لافرينتيف (المبعوث الخاص لبوتين إلى سوريا). 
الباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أندريه اونتيكوف، اعتبر في حديث لـ "روزنة" أن تعيين المبعوث يأتي كرسالة روسية "لمن أراد القول أن هناك خلافات جذرية بين موسكو ودمشق، و بأن الروس قد يسعون لتغييرات جذرية في النظام السوري."
وأضاف بأن "التعيين هو دليل واضح بأن العلاقات مع دمشق وكانت ولا تزال استراتيجية".
في حين أشار الكاتب و المحلل السياسي، عبد الباري عثمان، إلى أن روسيا التي تسيطر على المفاصل الرئيسية للدولة السورية من الناحية العسكرية والاقتصادية و الاستخباراتية؛ لا بد لها أن ترسل المتخصصين في المجالات الثلاث حتى تكون الامور تحت سيطرتها، وفق تعبيره.
وتابع خلال حديثه لـ "روزنة" بأن "موسكو هنا اعتمدت على السياسية الايرانية للتوغل في مفاصل الدولة؛ حيث كان قاسم سليماني المشرف على مبعوثين عسكريين و استخبارتيين يعملون جنبا إلى جنب قوات النظام".
و زاد بالقول "على الصعيد السياسي فإن روسيا أدركت بأن الحل العسكري في سوريا بات مستحيلاً بوجود المصالح الدولية، ويبدو كل دولة أخذت حصتها قبل الحل السياسي، والآن بإرسال المبعوث الروسي الجديد تريد تحصين موقعها لأنها لا ترى الحل قريباً بعد فشلها بإعادة كل الأرض لحضن النظام كما كانت تطمح... روسيا بإمكانها البقاء في سوريا بدون الأسد لكن الأخير لا يمكن بقاؤه بدون روسيا… نحن الآن أمام صراع المصالح وليس لدينا كثير من الأدوار في ظل تشتتنا". 
رهان روسي؟ 
من ناحيته اعتبر الباحث السياسي، صدام الجاسر، في حديث سابق لـ "روزنة" أن الرئاسة الروسية تشير إلى جديتها في إيجاد حل للأزمة السورية، و بأنه ولن يكون هناك مجال لإضاعة الوقت بل سيتم اتخاذ القرارات بشكل مباشر". 
وأكمل في هذا السياق "راهنت روسيا منذ بداية تدخلها في سوريا على حسم الأمور بالقوة العسكرية وتفردها بالساحة السورية، وهو منطق يتماهى مع أسلوب النظام السوري… كانت روسيا من خلال وزارة الخارجية والدفاع الروسيتين تعتقد أن العائدات المالية التي ستحققها والعقود التي توقعها مع حكومة النظام السوري ستكون أفضل تعويض لها عن التكلفة المادية والأخلاقية والعسكرية لتدخلها، ولكن بوجود قانون قيصر وانعدام الأفق الحقيقي للحل في سوريا؛ وجدت روسيا نفسها في مأزق حقيقي وأمام استحقاقات دولية صعبة".
و لفت إلى أن "مفاعيل القرار لن تظهر الآن، ولكن بعد فترة قد نشهد تحولات تؤدي إما إلى حل فعلي في سوريا، أو الدخول في فصل جديد من الفوضى التي يرغب النظام فيها لاستمرار بقائه، وإعادة خلط الأوراق بما يضمن له فرصة للهرب من الاستحقاقات القادمة". 
يذكر أن كينشاك "المبعوث الروسي الرابع" (من مواليد عام 1962) منصب رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية منذ أواخر عام 2018، بعد عودته إلى موسكو من دمشق حيث كان سفيرا بين العامين 2014 و2018. وقبل ذلك كان يعمل في السفارة الروسية في بغداد، وفي 2008 – 2013 كان سفيرا في الكويت.