الرئيسة \  تقارير  \  مترجم: روسيا تهدد وتركيا تعترض.. هل اقترب انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو؟

مترجم: روسيا تهدد وتركيا تعترض.. هل اقترب انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو؟

19.05.2022
ساسة بوست


ساسة بوست
الاربعاء 18/5/2022
كتبت تارا جون، وتشاندلر ثورنتون، وإيمي كاسيدي، تقريرًا نشره موقع “سي إن إن” حول مساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف الناتو على الرغم من تحذيرات روسيا بالانتقام منهم إذا ما أقدموا على مثل هذه الخطوة، ويأتي ذلك في وقت ترتفع فيه نسبة التأييد للانضمام للحلف في استطلاعات الرأي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويستهل الكتَّاب تقريرهم بالقول: أعربت الحكومة الفنلندية يوم الأحد عن عزمها الانضمام إلى حلف الناتو، متخليةً عن عقودٍ من الحياد ومتجاهلةً التهديدات الروسية بالانتقام المحتمل، ويأتي ذلك في وقتٍ تحاول فيه الدولة الإسكندنافية تعزيز أمنها بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقال الحزب الحاكم في السويد في وقتٍ لاحق إنه سيدعم أيضا الانضمام إلى التحالف.
وأُعلِن القرار في مؤتمر صحفي مشترك للرئيس سولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين، اللذين قالا إن هذه الخطوة يجب أن يصادِق عليها برلمان البلاد قبل أن تتمكن فنلندا رسميًّا من الحصول على عضوية التحالف. وقالت مارين في هلسنكي يوم الأحد: “نأمل أن يؤكد البرلمان قرار طلب عضوية الناتو خلال الأيام المقبلة، وسيقوم القرار على تفويض قوي، مع رئيس الجمهورية. وكنَّا على اتصال وثيق مع حكومات الدول الأعضاء في الناتو وحلف شمال الأطلسي نفسه”. وأضافت: “نحن شركاء مقرَّبون من حلف شمال الأطلسي، لكننا اتخذنا قرارًا تاريخيًّا بالانضمام إلى الناتو، ونأمل أن نتَّخذ القرارات معًا”.
830 ميلًا من الحدود مع روسيا
يلفت التقرير إلى أن هذه الخطوة ستساعد التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في الوصول إلى حدود فنلندا التي يبلغ طولها 830 ميلًا مع روسيا، ولكن قد يستغرق تحقُّق هذا الأمر شهورًا، حيث يجب أن توافق الهيئات التشريعية لجميع أعضاء الناتو الثلاثين الحاليين على المتقدِّمين الجدد بطلب الانضمام إلى الحلف. كما أن مثل هذه الخطوة تخاطر بإثارة غضب روسيا، التي أبلغ رئيسها فلاديمير بوتين نظيره الفنلندي نينيستو يوم السبت أن التخلي عن الحياد العسكري والانضمام إلى الكتلة سيكون “خطأ”، وفقًا لبيان الكرملين. وفي يوم السبت 14 مايو (أيار) 2022 قطعت روسيا إمدادات الكهرباء عن الدولة الإسكندنافية بعد مشكلات في تلقي المدفوعات.
ويوضح التقرير أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، التي غزا خلالها الاتحاد السوفيتي فنلندا، ظلت الدولة غير منحازة عسكريًّا ومحايدة اسميًّا من أجل تجنُّب (استفزاز) روسيا، وفي بعض الأحيان، سايرت فنلندا مخاوف الكرملين الأمنية وحاولت الحفاظ على علاقات تجارية جيدة، لكن غزو أوكرانيا غيَّر تلك الحسابات.
بعد حرب أوكرانيا.. كيف سيجد العالم بديلًا للمنتجات النفطية الروسية - مترجم: كيف أخفقت روسيا “معنويا” في حربها على أوكرانيا؟
واتصل نينيستو يوم السبت 14 مايو 2022 ببوتين لإبلاغه بنوايا فنلندا بالانضمام إلى الكتلة، قائلًا إن: “المطالب الروسية أواخر عام 2021 الهادفة إلى منع الدول من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والغزو الروسي المكثف لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 قد غيَّرت البيئة الأمنية لفنلندا”، بحسب البيان الصادر عن مكتب الرئيس الفنلندي.
وأعادت مارين تأكيد الفكرة نفسها يوم الأحد، وأخبرت المراسلين أنه فيما يتعلق بالتهديد النووي: “ما كنَّا لنتخذ هذه القرارات التي نتخذها الآن، إذا لم نعتقد أنها تعزز قوتنا أو أمننا. لذلك، نعتقد بالطبع أن هذه هي القرارات الصحيحة وستعزز أمننا القومي”.
السويد تسعى للانضمام إلى الناتو
وأفاد التقرير بأن السويد أعربت عن إحباطاتٍ مماثلة، وأعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم أنه يجب على البلاد السعي من أجل الانضمام إلى الناتو. وذكر بيان على موقع الحزب على الإنترنت أنه يتعين على الحزب، في حالة موافقة الناتو على الطلب، العمل على تحديد شروط أحادية الجانب ضد وضع أسلحة نووية وقواعد دائمة على الأراضي السويدية.
ووصفت رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون، غزو روسيا لأوكرانيا يوم الأحد بأنه “غير قانوني ولا يمكن الدفاع عنه”، مضيفةً أن بلادها “لا تستطيع استبعاد” أن تتخذ روسيا الإجراء نفسه “في الجوار المباشر لنا”. وقالت أندرسون خلال مؤتمر صحفي: “هذا ما يتعين على السويد الآن أن تفكر فيه، وبالنظر إلى ذلك، نشعر بأن السويد بحاجة إلى الضمانات الأمنية الرسمية التي توفرها عضوية الناتو”، ومن ناحية أخرى، وصفت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، الخطوة بأنها “قرار تاريخي” في تغريدة بعد الإعلان، مضيفةً أن “الغزو الروسي لأوكرانيا أدَّى إلى تدهور الوضع الأمني​​للسويد وأوروبا ككل”.
ويشير التقرير إلى أن البلدين يَفِيان بالفعل بعديدٍ من معايير عضوية الناتو، والتي تشمل وجود نظام سياسي ديمقراطي فاعل يعتمد على اقتصاد السوق ومعاملة الأقليات معاملة عادلة، والالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية والقدرة والاستعداد لتقديم إسهامات عسكرية لعمليات الناتو والالتزام بعلاقات ومؤسسات ديمقراطية مدنية – عسكرية.
تحفظات تركيا ورد أدروغان
وألمح التقرير إلى أن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج ردَّ على الأنباء يوم الأحد 15 مايو 2022 قائلًا إن “باب الناتو مفتوح” أمام دول الشمال الأوروبي. وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي: “فنلندا والسويد هما أقرب شريكين للناتو”.
أردوغان و أوغلو
لكن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، التي قدَّمت نفسها وسيطًا بين روسيا وأوكرانيا، أعربت عن تحفظات بشأن ضم هذين البلدين إلى الحلف، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يوم الجمعة 13 مايو 2022  إنه لا ينظر إلى انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو “نظرة إيجابية”، متهمًا البلدين بإيواء “منظمات إرهابية” كردية، وكان أردوغان يشير إلى حزب العمال الكردستاني الذي يسعى لإقامة دولة مستقلة في تركيا، وتخوض الجماعة صراعًا مسلحًا مع أنقرة منذ عقود، وقد صنَّفتها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمةً “إرهابية”.
وتُعِد تركيا أيضًا مقاتلي (وحدات حماية الشعب) امتدادًا لحزب العمال الكردستاني على الرغم من أنهم كانوا حلفاء للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا ولعبوا دورًا رئيسًا في طرد (تنظيم الدولة) من شمال سوريا. ووفقًا للتقرير، يوجد في فنلندا والسويد جالية كردية، على الرغم من أن أردوغان لم يقدِّم أي تفاصيل بشأن الذين أشار إليهم في حديثه، وفقًا لما ورد في التقرير.
وردًّا على تصريحات أردوغان، قال وزير الخارجية الفنلندية بيكا هافيستو يوم السبت 14 مايو، 2022: “حسنًا، فيما يتعلق بقضية (الإرهاب)، أريد أن أكون واضحًا للغاية في أننا جزء من التحالف ضد (تنظيم الدولة)، إذ إننا نشارك في اجتماع مراكش، ومحاربة (الإرهابيين) أمر غاية في الأهمية من وجهة نظرنا”.
ووفقًا للتقرير قال الرئيس نينيستو إنه قلِق من “شكوك أردوغان”، قائلًا إنه خلال محادثة هاتفية قبل شهر بدا الرئيس التركي “مؤيدًا” لانضمام فنلندا إلى الكتلة وأضاف: “أعتقد أن ما نحتاجه الآن هو إجابة واضحة للغاية. أنا مستعد لإجراء مناقشة جديدة مع الرئيس أردوغان حول المشكلات التي أثارها”. وفي حين أن عملية التصديق قد تستغرق بعض الوقت، قال ستولتنبرج للصحافيين يوم الأحد 15 مايو 2022 إن نية تركيا “ليست منع العضوية”. وأضاف قائلًا: “أنا واثق من أننا سنكون قادرين على معالجة المخاوف التي أعربت عنها تركيا بطريقة لا تؤخر العضوية أو عملية الانضمام، لذلك لا تزال نيتي أن أقوم بعملية سريعة”.
ونوَّه التقرير إلى أن بوتين يَعُد التحالف متراسًا للحماية يستهدف روسيا، على الرغم من حقيقة أن الكتلة قد أمضت معظم فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي في التركيز على قضايا مثل (الإرهاب) وحفظ السلام.
الناتو اقترب كثيرًا من روسيا
وأوضح التقرير أنه قبل غزو بوتين لأوكرانيا، أوضح اعتقاده بأن الناتو اقترب كثيرًا من روسيا ويجب ردَّه عائدًا إلى حدوده في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تنضم إلى التحالف العسكري بعض الدول المجاورة لروسيا، أو التي كانت جمهوريات سوفيتية سابقة.
تركيا حقل الغاز
وكانت رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف، ووضعها شريكًا في الناتو – التي يُنظر إليها على أنها خطوة على طريق العضوية الكاملة في نهاية المطاف – أحد الشِّكايات العديدة التي ذكرها بوتين في محاولة لتبرير غزو بلاده لجارتها. وتكمن (المفارقة) في أن الحرب في أوكرانيا عمليًّا أعطت الناتو هدفًا جديدًا.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قفز الدعم الشعبي للانضمام إلى الناتو في فنلندا من نحو 30% إلى ما يقرب من 80% في بعض استطلاعات الرأي. كما يوافق معظم السويديين على انضمام بلادهم إلى التحالف، بحسب استطلاعات الرأي هناك.
ويختتم الكتَّاب تقريرهم بالقول: بعد أن بدَت أوكرانيا وكأنها تخفِّف من إلحاحها على الانضمام إلى الناتو في مارس (آذار) 2022، في محاولة لتهدئة روسيا، تأمل الآن في النظر في طلبها للانضمام إلى الكتلة بسرعة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولجا ستيفانيشينا لشبكة إيه بي سي إنها تأمل “عندما يصل الأمر إلى النظر في الطلب الأوكراني، أن يحدث ذلك أيضًا بسرعة”.