الرئيسة \  تقارير  \  مترجم: لماذا لن يفرض الناتو حظر الطيران في أوكرانيا؟

مترجم: لماذا لن يفرض الناتو حظر الطيران في أوكرانيا؟

09.03.2022
ساسة بوست


ساسة بوست
الثلاثاء 8/3/2022
رفضت منظمة “حلف شمال الأطلسي (الناتو)” مناشدة الحكومة الأوكرانية لفرض “منطقة حظر طيران” فوق البلاد؛ الأمر الذي قد يجر بقية أوروبا إلى الحرب، حسب ما يخلص إليه تقرير نشره موقع “سي إن بي سي تي ڤي 18” الهندي.
يبدأ التقرير الذي كتبه توماس إبراهام بالإشارة إلى أن حلف الناتو رفض المناشدات الموجَّهة إليه من الحكومة الأوكرانية لفرض “منطقة حظر طيران” فوق البلاد. وتتعالى الأصوات في أوكرانيا وبين شعوب الدول الغربية الأخرى المطالِبة بإغلاق المجال الجوي في سماء أوكرانيا، لكن يبدو من غير المرجَّح أن يتخذ الحلف المؤلف من 30 عضوًا خطواتٍ لفرض مثل هذا الإجراء.
ما هي منطقة حظر الطيران؟
يوضح التقرير أن منطقة حظر الطيران، أو منطقة الحظر الجوي، هي منطقة تمنع فيها قوة عسكرية تحليق طائرات معينة. ويمكن أن يشمل هذا المنع مجرد طائرات ركاب، أو جميع أنواع الطائرات، بما في ذلك الطائرات العسكرية.
وينفَّذ هذا الحظر قسرًا عن طريق قوات إنفاذ القانون العسكرية، والتي تقف ضد أي انتهاكات في معظم الحالات. وبعبارة أبسط: إذا تبين أن أية طائرة تحلِّق في منطقة حظر الطيران، فإن قوات إنفاذ القانون العسكرية التابعة للمنطقة ستسقطها، إما من خلال قواتها الجوية الخاصة، أو من خلال الوحدات العسكرية الأرضية. وفي الماضي فُرضَت منطقة حظر الطيران فوق العراق (أثناء حرب الخليج)، وعلى البوسنة والهرسك (خلال حرب كوسوفو عام 1995)، وفي ليبيا (أثناء التدخل الدولي عام 2011).
لماذا تريد أوكرانيا منطقة حظر طيران فوق مجالها الجوي؟
ويلفت الموقع إلى أن الحكومة الأوكرانية دعَت الناتو إلى فرض منطقة حظر طيران على مجالها الجوي، وذلك لأن البلاد تتعرض لضربات صاروخية عنيفة، تستهدف معظمها مناطق مدنية، على الرغم من التصريحات  الروسية بخلاف ذلك. وأدَّت هذه الهجمات إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية في البلاد.
وسيؤدي فرض منطقة حظر طيران فوق البلاد إلى إطلاق قوات الناتو لوابلٍ من الصواريخ، والقنابل الحرارية، والقنابل العنقودية وغيرها، بُغية وقف استهداف المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية العسكرية. وفي حين أن القوات الجوية الأوكرانية لم تزل قائمة، ولم يُقضَ عليها، على الرغم من استخدام روسيا للصواريخ لتدمير البنية التحتية، فإنها لا تملك العدد الكبير لممارسة الهيمنة الجوية في المجال الجوي الأوكراني.
لماذا لا يفرض الناتو منطقة حظر طيران؟
ويستبعد التقرير أن يفرض الناتو منطقة حظر طيران في أوكرانيا، على الرغم من أنه كان مسؤولًا عن فرض مناطق حظر الطيران التي حدثت في الماضي. ويوضح الموقع أن السبب وراء هذا الإحجام عن فرض منطقة حظر طيران بسيط، وهو أن إيران، وليبيا، والبوسنة، والهرسك، لم تكن دولة منها نووية، لكن روسيا لديها أسلحة نووية.
وللتوضيح أكثر فإن فرض منطقة حظر طيران يعني انخراط طائرات الناتو مباشرةً في القتال ضد الطائرات الروسية. وفي حين أن روسيا قد تختار عدم المخاطرة بالاشتباك ووقف العمليات الجوية عند إعلان منطقة حظر جوي، توضح أعمالها العدوانية الصارخة ضد أوكرانيا أنه من غير المرجَّح أن تفعل ذلك.
ونظرًا لأن إنشاء منطقة الحظر غالبًا ما يتضمن أيضًا ضربات استباقية على الأهداف الأرضية والمطارات والطائرات المتمركزة والإمدادات اللوجستية وما إلى ذلك، فإن قوات الناتو ستضطر أيضًا إلى ضرب أهداف برية روسية. ويمكن أن ينص الأمر الدقيق لعملية ما أن قوات الناتو تقوم فقط بدوريات فوق المجال الجوي الأوكراني.
وينوِّه الكاتب إلى أن حلف الناتو يسعى لتجنب هذا التصعيد بين روسيا والحلف، منطلقًا من الاعتقاد السائد بأن هذا التصعيد يمكن أن يُشكل مقدمة، إما للحرب العالمية الثالثة، أو صراع نووي. وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج لممثلي الصحافة: “نحن لسنا طرفًا في هذا الصراع، ولدينا مسؤولية لضمان عدم تصعيده وانتشاره خارج أوكرانيا”.
وقال ستولتنبرج: “نحن نتفهم حالة الإحباط، ولكننا نعتقد أيضًا أنه إذا فرضنا منطقة حظر طيران فسوف ينتهي بنا الأمر بوضع يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة في أوروبا تمتد إلى كثير من البلدان، وتسبب مزيدًا من المعاناة”.
ويقول الكاتب إن قرار الناتو بعدم التدخل لإقامة منطقة حظر طيران لا يطرح فقط مسألة الأهداف الإستراتيجية (منع المزيد من التصعيد)، ولكن أيضًا السؤال الأخلاقي حول ما إذا كان الحلف يُقدّر حياة مواطني الناتو أكثر من أولئك الذين يعيشون في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب متلفز في رده على قرار الناتو: “اليوم كانت هناك قمة لحلف الناتو، قمة ضعيفة ومشوشة، قمة كان من الواضح فيها أن الجميع لا يَعُدُّ المعركة من أجل حرية أوروبا هي الهدف الأول”. وتابع زيلينسكي: “واليوم أعطت قيادة الحلف الضوء الأخضر لمزيد من القصف الروسي للمدن والقرى الأوكرانية، بعد أن رفضت إقامة منطقة حظر طيران”، حسب ما يُختم التقرير.