الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مفترق طرق

مفترق طرق

08.07.2013
رأي البيان

البيان
الاثنين 8/7/2013
يأتي انتخاب الائتلاف الوطني السوري المعارض رئيساً له، بعد اجتماعات ماراثونية في إسطنبول، كبارقة أمل وسط الأوضاع الميدانية المأساوية في الداخل، والجمود والبلبلة على الصعيد السياسي.
لا شك أن خلافات المعارضة البينية وانقساماتها، انعكست سلباً طوال العامين الماضيين على الحراك السوري، في وقتٍ يُدعم النظام على أكثر من جبهة من قبل حلفائه.
وإن كان «أصدقاء سوريا» بذلوا كل ما في وسعهم لدعم السوريين ومساعدة المعارضة على لملمة صفوفها، بهدف المساهمة تالياً في حل الأزمة ووضع حد لإراقة الدماء، فإنه ليس سراً أن ذلك الدعم تجلى أكثر من مرة في إسداء النصح للسوريين، بشأن الطريق الأفضل الذي يتوجب سلوكه لتجاوز خلافاتهم التي يجب أن لا تعطل أهدافهم المتمثلة في حياة ومستقبل أفضل.
المسؤولية الملقاة على عاتق المعارضة تبدو أكبر من أي وقتٍ مضى، خاصة مع ازدياد التأزم ميدانياً، سواء في حمص أو في الشمال.
إن تلك المسؤولية تفرض على السوريين المعارضين أن يضعوا برنامجاً عملياً وفعالاً، يترجم على أرض الواقع ويلمسه الشعب، دون أن ننسى بطبيعة الحال الدور المنوط بـ«أصدقاء سوريا» في هذا الصدد.
والحال أن الدول العربية، وخاصة الخليجية، لم تألُ جهداً في تقديم أشكال المساندة كافة، وأدت ما عليها على أكمل وجه، وباتت الكرة في ملعب المعارضة، التي يتعين عليها الآن أن تثبت للعالم نضوجها وقدرتها على الإمساك بزمام الأمور، وأن بإمكانها أن تقود سوريا نحو التغيير المنشود، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة جداً على الداخل، إن كان لجهة استمرار المعارك ونزيف الدم، أو لجهة دخول سوريا في نفق مظلم يزداد قتامة مع مرور الوقت وعدم التحرك من قبل أطراف دولية بعينها.
الحقيقة أن الكل في سوريا وصل إلى مفترق طرق.. النظام والشعب والمعارضة.
والمقبل من الأيام سيكشف بلا شك إلى أي مسار ستسير القافلة، تبعاً لما ستقرره المعارضة بخصوص «جنيف 2».