اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ متى تتناسب أوزان العقول ، طَرداً ، مع أوزان أصحابها: سياساً ، واجتماعياً ، واقتصادياً !؟
متى تتناسب أوزان العقول ، طَرداً ، مع أوزان أصحابها: سياساً ، واجتماعياً ، واقتصادياً !؟
29.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
أهذا سؤال ، أم حلم ، أم أمنية ، أم طموح ؟
ربّما كان ذلك ، كلَّه !
أمّا كونه سؤالاً ، فهو واضح ! وواضح ، أيضاً ، أنه يتعلّق بالمستقبل ! وواضح أن جوابه ، من خلال النظر، إلى حياة البشر، والمجتمعات البشرية ، هو: الله أعلم !
وأمّا كونه حلماً ، أو أمنية ، أو طموحاً ، فنابع : أوّلاً ، من حقّ كلّ إنسان ، أن يحلم ! وثانياً ، من الحاجة الماسّة ، إلى تحقيقه ، على مستوى المجتمعات البشرية ، عامّة ، في كلّ زمان ومكان ! فهو كان ، ومايزال ، وسيظلّ ، حاجة إنسانية عامّة ، تطمح المجتمعات الإنسانية ، قاطبة ، إلى تحقيقها !
لكن لا بدّ ، من توضيح نقطة هامّة ، هي : أن العقول ، المطلوب تناسبها ، مع أوزان أصحابها ، يجب أن تكون محمّلة بالخبرات ، الملائمة للمهمّات ! أيْ : مصحوبة بالعقول المكتسبة ! وإنْ عُدم المكتسَب ، في ظرف ما ، فالموهوب لايمكن الاستغناء عنه ، في أيّ ظرف ، انطلاقاً، من سائر البدَهيات، التي تعارف عليها البشر، والتي عبّر عنها ، ببساطة ، الشاعر الجاهلي الشابّ ، طرفة بن العبد ، في قوله :
إذا كنتَ ، في حاجة ، مُرسِلاً = فأرسلْ حكيماً ، ولا تُوصِهِ
وإنْ بابُ أمرٍ، عليكَ التَوى = فشاوِر لَبيباً ، ولا تَعصِهِ !
والحكمة قد توجد، عند الشابّ ، كما يمكن أن توجد ، عند الكهل ، وعند الشيخ !
والعقل الموهوب ، قد يوجَد ، عند الشابّ ، وعند الكهل ، وعند الشيخ !
أمّا الخبرة ؛ فالأصل أن يكون مقدارها ، عند الكهل ، وعند الشيخ ، أكبر ممّا هو عند الشابّ ؛ وذلك بحكم التجارب ، التي يمرّ بها الإنسان ، عبر الزمن ! والحالاتُ النادرة ، لا يقاس عليها !
ولعلّ النماذج السلبية والإيجابية ، توضح المقصود ، ممّا نرمي إليه ! ونَقصر الكلام ، على ماهو عند البشر العاديين ، من الحكمة ، أو العقل ، أو الخبرة .. دون الأنبياء ، الذين يُوحى إليهم ! وبعضُهم أوتيَ الحُكمَ صَبياً، وبعضهم أوتيَ الحكمة وفصلَ الخطاب !
ونكتفي بنموذج واحد ، عن كل حالة ، من الإيجاب والسلب ، في القديم والحديث ؛ لتبيان ، مايمكن أن يفعله العقل الحصيف ، من خير، في حياة الناس ، وما يمكن أن ينشره العقل الأحمق ، أو المشوّه ، من شرّ!
نموذج إيجابي قديم : إرسال النبيّ ، حذيفة بن اليمان ، لاستقصاء خبر قريش ، بعد إخفاقها في معركة الخندق ؛ إذ بادر حذيفة ، إلى سؤال مَن على يمينه ، ومَن على شماله ؛ كيلا يسأله أحد، عن اسمه أو شخصه، وذلك ؛ بعد طلب أبي سفيان ، من جيشه ، أن يتعرّف كلّ منهم ، على مَن يجاوره ، يميناً وشمالاً !
نموذج سلبي حديث : تصرُّف الجنرال ، عاطف نجيب ، رئيس مخابرات درعا ، في سورية ، مع أهالي المدينة، حين زاروه ، يطلبون منه ، الإفراج عن أطفالهم ، الذين كتبوا على الجدران ، كلاماً مستفزّاً ، بحقّ نظام الحكم ؛ إذ أسمعهم نجيب ، كلاماً يمسّ كراماتهم ! فهبّ الرجال ، في درعا ، وأشعلوا ثورة ، امتدّ لهيبها ، إلى سورية، كلّها ! وكان بإمكانه ، وأدُ الفتنة ، في مهدها، بالإفراج عن الأطفال ، أو بكلام ليّن، يسمعه للأهالي ، فيه وعد، بالإفراج عن أبنائهم !
وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً !