الرئيسة \  مشاركات  \  متى سيقنع طغاة العالم ديكتاتورنا الصغير؟

متى سيقنع طغاة العالم ديكتاتورنا الصغير؟

29.04.2013
د. يوحنا أبو حرب


ولىّ زمن الاذاعة الواحدة والتلفزيون الواحد والكتاب الواحد والقائد "الواحد الأحد للأبد" ؛ وما عاد إنسان اليوم أحادي العقل والابعاد. إن كل واحد من هؤلاء الستة مليارات على كوكبنا قابل ان يكون الإذاعة والتلفاز والقائد . لقد جعلت ثورة المعلومات الحرية قدرا . رحم الله عمر بن الخطاب الذي سبق الجميع عندما قال بان الإنسان يُولَد حراً ؛ ولا يحق لأحد أن يستعبده .
أدرك طواغيت العالم الخبثاء هذه الحقيقة الخطيرة ، فوسعوا سجن مواطنيهم وأبدعوا خطوطاً حمراء ناظمة للهيمنة لا يشعر بها مواطنهم . اما نظام الطغيان في سوريا فقد شنق نفسه بخطوطه الحمر الدموية بوحشية وغباء ، فضيّق على الإعلام العالمي وضيّق على أهل سوريا ؛ فانجز الفضيجة التي لا بد واقعة . تحوّل من تتوفر لديه وسائط اتصال من السوريين إلى محطة اعلامية يعد ويخرج ويقدم ويسوّق ما لديه في عملية إعلامية شبه متكاملة مستخدما هذه الوسيلة الجبارة " النت ".
لا بد وان بشار الأسد يحقد بشدة على اخيه المقبور الذيجلب ادوات المعلوماتية لىسوريا بداية لأهوائه وتالياً للربح المادي ؛ ولا بد وان نفحات الحرية التواصلية قد عجّلت بموت الطاغية الأكبر أبيه ؛ فالحرية موت للظلاّم.
اهل سوريا الثورة انجزوا الكثير باستخدام وسائل التواصل هذه ؛ فتشابكت ارواحهم وعقولهم بطريقة خلاّقة سعت لصيانة الثورة وتعزيزها حتى برموش العيون وشغاف القلوب .
وإن كان لا بد من ذكر بعض الثغرات التي  اعترت عمليات العصف الدماغي التواصلي   فانني لا أستطيع ان اشيح الطرف عما يعتري حالة تواصلهم هذه الايام . ألاحظ ان بعض كتاباتهم في هذه الفترة لا تخلو من ضيق صدر وإلحاح واستعجال في إيجاد او خلق أو ابتكار حل للوضع الماساوي الذي تعيشه سوريا . كل المتواصلين يريدون الانتصارالفوري  للثورة والخلاص من الظلم والطغيان والقتل والتدمير ؛ وكل لأسبابه : وقف النزيف،وقف التدمير،العودة للحياة الطبيعية،الخلاص من الطغيان،تحقيق مكاسب...الخ... . كل ما يريدونه يصب في انتصار الثورة .
لا أدري إن كان الجميع يدركون ان الثورة انتصرت فعلاً . هذا هدف تحقق . الأكثر من ذلك ان أعداء الشعب السوري وداعمي الطغيان في سوريا يدركون هذه الحقيقة ؛ ولكنهم يسعون إما إلى سرقة ثمار نصر أهل سوريا اوالى تدفيعها الثمن الاغلى دماً وأرواحاً ودمار . الوحيد الغائب عن هذه المعادلة هو بشار الأسد وطغمته . الكل بما في ذلك أعداء سوريا وأهلها يدركون أن بشار الأسد وطغمته لن يحكموا سوريا وأهلها بعد الثورة طال الزمن أم قَصُر. لقد تمَثّل غيابه عن هذه الحقيقة وعن انتصار الثورة انه تحدث مؤخراً عن الانتصار ؛ ولا أدري كيف يتحدث عاقل عن الانتصار على الانتصار.
على تلك الدول ان تقنع طاغوتها الصغير هذا ؛ أو انها سترانا نقنعه بطريقة لا نريدها ولا يريدونها .