الرئيسة \  واحة اللقاء  \  متى وكيف تحاربون "داعش"؟

متى وكيف تحاربون "داعش"؟

10.07.2016
راجح الخوري


النهار
السبت 9-7-2016
ترتفع يومياً عشرات من إعلانات الحرب على تنظيم "داعش" ولكن من دون أي نتيجة، هكذا مثلاً أعلن "البنتاغون" بعد التفجير الإرهابي في حي الكرادة، الذي أدى الى قتل ٢٩٢ بينهم ١٥٠ جثة متفحمة لم يتم التعرف على اصحابها، أنه سيسرع في هجومه على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؟
ولكن ماذا كانت النتيجة؟
مسؤول أميركي كبير قال ربما على سبيل السخرية، إن المقاتلات الأميركية التي تساند قوات المعارضة السورية ضد "داعش" انتقلت الى العراق تاركة مقاتلي "الجيش السوري الحر" الذين دربتهم واشنطن من دون الغطاء الذين يحميهم من مقاتلات النظام!
ولكن هل التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ويضمّ ٦٤ دولة لا يستطيع ان يؤمّن غطاء جوياً لمنطقتين تدور فيهما معركة ضد "داعش"، وهل نحن امام حرب فعلية ضد الإرهابيين أم اننا امام عراضات دعائية ليست لها اي نتائج ميدانية حتى الآن؟
في العراق كان حيدر العبادي يعزّي بضحايا الكرادة معلناً للمرة المئة وأكثر "أننا سنلاحق الدواعش ونسحقهم كما سحقناهم في الفلوجة عندما هربوا كالجرذان". وفجأة حصلت جريمة إرهابية جديدة أوقعت عشرات الضحايا في انفجارين انتحاريين داخل مرقد ديني في قضاء بلد الواقع جنوب محافظة صلاح الدين!
ليس المهم تهديدات العبادي بل اعلان العميد سعد معن الناطق بإسم عمليات بغداد ان خرقاً أمنياً أدى الى جريمة الكرادة المرعبة، لكن المرعب أكثر ان يحصل هذا الخرق بعد كل الجرائم التي ضربت بغداد وبعد كل الاجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة، وأسوأ من كل هذا عندما يتهم محمد الغبان وزير الداخلية المستقيل على خلفية جريمة الكرادة، رئيس الوزراء العبادي بالإخفاق في معالجة الملف الأمني وخصوصاً بعدما تقاعس عن تبني خطة إصلاحية أمنية شاملة اقترحها، مشدداً على انه " لا يمكن ان يبقى ملف الأمن بهذا الإرباك والتخبط"!.
ليس هناك من يشنّ حرباً حقيقية على "داعش". لنذهب أيضاً الى تركيا بعد التفجير في مطار اتاتورك، حيث سارعت واشنطن وموسكو الى التنديد وإعلان الإستعداد لمساعدة أنقرة في الحرب على "داعش"، لكأن اردوغان، الذي غضّ الطرف طويلاً عن الدواعش، يريد فعلاً ان ينخرط في هذه الحرب المزعومة!
المحللون توقعوا ان يتعزز دور أنقرة في شكل قوي في الحرب على "داعش"، سواء بإستهداف شبكاته الناشطة داخل تركيا، أو مراكزه في سوريا والعراق، وقال مسؤول أمني تركي: "سيشهد العالم مفاجآت كبرى من تركيا، وداعش سيُجتثّ من جذوره ويُقضى عليه تماماً"!
لكن المفاجأة الحقيقية أنه ليس هناك من يشن حرباً حقيقية على "داعش"، لا اميركا ولا العراق ولا تركيا، اما حرب سوريا وروسيا فعلى المعارضة التي تحارب "داعش"!