الرئيسة \  واحة اللقاء  \  متى يعلم بشار ان الشعب عصي على الانكسار؟

متى يعلم بشار ان الشعب عصي على الانكسار؟

01.01.2014
د . صالح ادباني


القدس العربي
الثلاثاء 31/12/2013
حلب الشامخة تدمي لكنها لن تنحني، رغم مكانتها التي يعتبرها الكثيرون بمثابة القلب للوطن إلا انها جزء لا يتجزأ من جسد الوطن المتكامل، وإذا ما دفعت ضريبة احتضانها للثورة فقد سبقها اجزاء كثر من جسد الوطن مثل مذابح بابا عمر ومجزرة الحولة ومحرقة معرة النعمان وابادة القصير ودوما وكيماوي الغوطة الشرقية لريف دمشق وسحق زملكا ومدينة الرستن وغيرها من المناطق التي دفعت الثمن غاليا ومازالت تدفعه كل يوم من خيرة شبابها وبراعم اطفالها وعزّة كهولها وكرامة حرائرها، متى يعلم بشار ان الشعب السوري عصي على الانكسار وان القتل والدمار لن يزيدا الشعب إلا عزما وتحديا واصرارا، ربما ربح الاسد ونظامه القمعي تغاضي الغرب عما يفعله بالشعب السوري العنيد من قتل وترويع ودمار وتهجير تحت ما يسمى محاربة المتشددين، لكنه سيخسر المعركة امام ثورة الشعب واصراره على نيل الحرية، نسي الغرب ان مقومات بقاء الاسد ونظامه والقبضة الحديدية التي يبطش بها هي عشرات الالاف من القوات المنظمة التي استقدمها من خارج حدود سوريا مثل قوات الحرس الجمهوري الايراني وقوات من فيلق القدس الايراني، الحزب الايراني من لبنان، لواء التوحيد الشيعي من العراق، لواء ابو العباس العراقي، مليشيات نصرة اهل البيت من العراق، فرق الجهاديين الشيعة الباكستانيين والافغان، مقاتلين من الحوثيين، المقاتلين الروس والارمن وغيرهم ممن ينطوون تحت التدريبات للخبراء الروس والفرس على حد السواء تلك هي مكونات الجيش السوري الاسدي الذين لايفرقون بين كهل وامرأة وطفل، إذاً اين الارهاب وصانعو الارهاب وراعو الارهاب؟ ما لكم كيف تحكمون؟ كل الشعب السوري في نظر هؤلاء مذنب لخروجه عن طاعة نظام الاسد ويجب ان يدفع الجميع الثمن؟ لم تعد تعلو شعارات النظام المعهودة، دول الممانعة وقوى المقاومة وما شابه ذلك، بعد ان انكشف القناع وظهرت استماتة النظام من اجل البقاء بأي ثمن كان ولذلك يبدو انه لا ضرر من ان يُعبد الطريق الى قصر الرئاسة من جلد الشعب واضلاعه وان تبنى جسور من عظامه وجماجمه من اجل الحفاظ على السلطة ولتحقيق ذلك فلا مانع بالاستنجاد حتى بالشياطين.