الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مجازر براميل الموت..إلى متى؟

مجازر براميل الموت..إلى متى؟

31.12.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
30/12/2013
رغم موجات التنديدات الحكومية والشعبية الواسعة التي انطلقت من عواصم العالم ومنظمات حقوق الإنسان ضد بربرية وفاشية النظام الحاكم في دمشق وهو يستخدم البراميل المتفجرة لقتل المدنيين؛ فإن حكام دمشق كعادتهم امتطوا صهوات عنادهم واستكبارهم؛ ولم يعيروا هذه التنديدات وتلك الاستنكارات اى اهتمام؛ كما لم تحرك شيئا في صدورهم يذكرهم بمسؤوليتهم الاخلاقية والوطنية تجاه الشعب بضمان أمنه واستقراره وحماية أرواحه؛ وراحوا يمعنون بكل جبروت ودم بارد في ارتكاب المزيد من المجازر ببراميل الموت الشيطانية التي حصدت على مدى الاسبوعين الماضيين 517 شخصاً بينهم 151 طفلاً؛ فضلا عن تشريد وتهجير الآلاف وسط ظروف مناخية قاسية؛ ضاعفت من حجم مأساتهم خلال الغارات على مدينة حلب وريفها.
لقد كشفت غارات "براميل الموت" المجنونة؛ التي تصاعدت حدتها على مدى الاسبوعين الماضيين؛ وما زالت تحصد ارواح سكان حلب ودرعا وريف دمشق ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ عن وجه اكثر قبحا للنظام الحاكم في الشام؛ فنحن امام نظام يعتمد على الميليشيات والعصابات؛ وهو يستبيح دماء وارواح شعبه بكل هذا البرود واللامبالاة؛ وبأسلوب "قتالي جهنمي" لا يمت إلى اخلاق الحرب بأى صلة؛ وكل همه وغايته البقاء في الحكم بأي صورة؛ وممارسة السلطة على أي شيء حتى لوكان الدمار!
كنا نأمل من قادة سوريا وهم يروجون ويستعدون للمشاركة في مؤتمر "جنيف2" أن يقدموا للعالم مسوغات عبورهم إلى المؤتمر ودليل حسن نواياهم وانفتاحهم على قوى المعارضة السورية؛ بوقف تلك الحملات الشرسة التي زادت من تأزيم المشهد؛ وألقت بالعثرات في طريق المؤتمر
الدولي لحل الازمة التي تقترب من اتمام عامها الثالث.
نتطلع ولم تعد تفصلنا عن العام الميلادي الجديد غير سويعات قليلة؛ أن تعود القيادة السورية إلى رشدها؛ وتتحمل بكل شجاعة مسؤوليتها الوطنية والاخلاقية؛ وتتجرد من كل اطماع السلطة وانانية بريقها؛ وتكف عن ارتكاب مزيد من المجازر بحق شعبها. وتنصت إلى مطالبه وتستجيب إلى تطلعاته المشروعة؛ فبهذا وحده يخلد الحكام، ويدخل الساسة التاريخ، وليس بالقبضات الحديدية والمجازر وإرهاب الشعوب.