الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مجازر سوريا

مجازر سوريا

15.08.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الخميس 13/8/2015
بالأمس ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة جديدة في الغوطة الشرقية، حيث نفذت طائرات حربية تابعة لنظام بشار الاأسد سلسلة من الغارات استهدفت مناطق في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة منذ نحو عامين، مما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى، وهذه المجزرة الجديدة تضاف إلى عشرات المجازر التي ظل النظام يرتكبها بلا رادع تجاه شعبه، فيما يقف العالم وهو يتفرج على هذا الإجرام الدموي الذي لم يتوقف منذ أكثر من أربع سنوات.
لقد ظل الأسد يرتكب المجازر تلو المجازر منذ اليوم الأول للثورة السورية، حتى أنه لم يبق مكان في أنحاء سوريا ليس فيه شاهد على المذابح البشعة التي ارتكبها هذا النظام الدموي ضد شعبه، بكل أنواع الأسلحة من المدافع والدبابات إلى الصواريخ البالستية البراميل المتفجرة التي تلقى من الطائرات على رؤوس السكان، وحتى الأسلحة الكيماوية.
أكثر من 250 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين والمشردين داخل سوريا وخارجها هو حصاد فشل المجتمع الدولي في مواجهة مسؤولياته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، بشأن حماية المدنيين واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ الأمن والسلم الدوليين ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
لقد نزعت الأزمة السورية، التي ستظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، كل غطاء أخلاقي عن الدول الكبرى، بعد أن جعلت من دماء الضحايا المدنيين في سوريا قربانا لمصالحها الانتهازية وساحة لتصفية حساباتها مع بعضها البعض، غير آبهة بما يرتكب هناك من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
ومع ذلك، لا تبدو في الأفق حتى الآن، أي بوادر لتقدم الحراك السياسي والدبلوماسي الأخير نحو محطة إيجابية، إذ تصطدم الجهود التي يبذلها المخلصون في المنطقة لبلورة توافق يلبي تطلعات الشعب السوري ومطالبه المشروعة، بحائط مسدود أمام عجز المجتمع الدولي في القيام بواجبه على الوجه المطلوب إزاء دعم هذا الشعب.