الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مجرمو الحرب لا يلتزمون بوقف إطلاق النار

مجرمو الحرب لا يلتزمون بوقف إطلاق النار

18.02.2016
ريتشارد سبينسر



الوطن السعودية
الاربعاء 17/2/2016
بين عشية وضحاها، رحب العالم بأحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية.
حسنا، إذا كان ما تم الاتفاق عليه في ميونخ هو بالفعل وقف لإطلاق نار أقرته عدة قوى دولية، فهو لا يتضمن أي طرف سوري يستطيع وقف إطلاق النار فعليا.
كما أن كل الأطراف التي رحبت بالاتفاق لا علاقة لها به فعليا، وبالتالي فإن جميع القوى الخارجية المشاركة في الحرب في سورية يُمكنها أن تواصل القتال حيثما تشاء.
إن قرار مجلس الأمن الدولي الصادر الشهر الماضي بخصوص سورية، والذي يُعد العنصر الحاكم لكل هذه المفاوضات، باستثناء الأطراف المقاتلة التي عدّها "متطرفة"، واستبعدها من أي وقف لإطلاق النار، يُعد معقولا بما فيه الكفاية، مثل معظم قرارات الأمم المتحدة السابقة.
فنحن جميعا نريد التخلص من هؤلاء الإرهابيين، ولكن بما أن كل تدخل أجنبي في سورية نُفذ لمحاربة الإرهاب، فيمكن لجميع الجهات الدولية الفاعلة الاستمرار في القصف، كما كان من قبل.
تقول الولايات المتحدة إنها تقصف "داعش"، مع الاحتفاظ بعدد قليل من قنابلها لقصف مجموعة فرعية معينة من تنظيم "القاعدة" تنشط في مناطق غير داعشية في سورية، يُعدّ نشاطها مهددا للغرب.
وتقول روسيا، إنها تقصف كلا من "داعش" والقاعدة، إضافة إلى إرهابيين آخرين، لكن حتى لو أخذنا ذلك في ظاهره، فمن المؤسف أن لتنظيم داعش ألوية تستهدف أجزاء من سورية لثوار غير إرهابيين يواجهون ضربات من قوات نظام بشار الأسد.
لم تعط روسيا أو الولايات المتحدة أو غيرهما من المشاركين، بما في ذلك بريطانيا، أي إشارة لوقف غاراتهم الجوية.
ومن ناحية أخرى، تُعد إيران لاعبا كبيرا آخر، إذ إن لديها قوات من الحرس الثوري، وعدد من الميليشيات المحلية والمستوردة يقاتلون بجانب نظام الأسد تحت قيادة الحرس في سورية.
وإنهم يقاتلون أيضا في مناطق لا توجد بها عناصر مسلحة، علما بأنه ليس هناك ما يلزمها بوقف إطلاق النار أيضا.
إن الاتفاق لا يسري على مقاتلة تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحة واسعة في سورية، ولا يسري على تنظيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة، ولا أي جهة أخرى يصنفها الغرب على أنها إرهابية.
بالتالي، فإنه من حق كل الأطراف الموقعة على الاتفاق استمرار قصف هذه التنظيمات، وبما أن جبهة النصرة مثلا توجد في جميع المناطق التي تتمركز فيها قوات الجماعات التي يعدّها الغرب "معتدلة"، ويسري عليها الاتفاق، فإن القصف سيستمر في أي وقت، وليست له قيمة فعلية ملزمة.