الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مجزرة الكيماوي وسقوط المجتمع الدولي

مجزرة الكيماوي وسقوط المجتمع الدولي

22.08.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الخميس 22/8/2013
فيما يخص سورية لا نتردد في القول بكل وضوح، أن المملكة وحدها ـ ونعيد القول "وحدها" ـ هي من تقوم بواجبها من أجل إنهاء الأزمة السورية، ووضع حد لمأساة هذا الشعب، ومحاولة صد تداعيات هذه الأزمة التي بدأت في الانسحاب إلى كامل المنطقة. هذه حقيقة يجب على كل مزايد أن يراجع التاريخ القريب للثورة السورية، والأحداث المهمة التي رافقتها العامين الماضيين ليتأكد من موقف المملكة التاريخي مما يحدث في سورية.
دعت المملكة سابقا إلى تسليح المعارضة؛ كي يتمكن السوريون من إسقاط النظام المجرم، وهو ما طلبه السوريون تحديدا لم يطلبوا تدخلا عسكريا دوليا عندما استشعروا خذلان العالم لهم، طلبوا الإمدادات بالسلاح والدعم اللوجستي فقط، ما دامت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قد قرروا رفع أيديهم عن التدخل المباشر، وأصروا على حل الأزمة سياسيا. غير أن أميركا والغرب اختلقوا مبررات واهية من أجل عدم إرسال الأسلحة إلى المعارضة، بينما تركوا الأسلحة الثقيلة تتدفق من روسيا وإيران إلى نظام بشار، وتركوا الأسلحة الكيميائية بيده أيضا، بالرغم من التحذيرات المتكررة منذ أشهر، وهو ما يفسر صحة التصريحات التي أدلى بها القيادي في الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة، من أن المجتمع الدولي شريك في مجزرة الأسلحة الكيميائية بريف دمشق أمس، والتي راح ضحيتها أكثر من 1300 شهيد.
وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أعلن أمس أن المملكة دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي؛ من أجل بحث المجزرة الأخيرة.
لو أراد المجتمع الدولي إنهاء الأزمة لاستطاع، فروسيا وبرغم عودتها القوية إلى الساحة السياسية الدولية، وبرغم تمسكها بنظام الأسد، إلا أن هناك حدودا لا يمكنها تخطيها، فقط لو كانت هناك إرادة دولية حقيقية لإسقاط النظام السوري، ولن يعجز الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والقوى الإقليمية الأخرى عن الضغط على روسيا بكل السبل، وعمل المقايضات السياسية التي يعيها الغرب جيدا أكثر من غيرهم حتى يتراجع الروس عن موقفهم، غير أن الغرب ـ وتحديدا واشنطن ـ يجتهد في إحداث تغييرات لاستراتيجيته في الشرق الأوسط، وهو ما جعل الدور الأميركي يتراجع سياسيا في المنطقة العامين الماضيين.
لا يمكن لحمام الدم السوري أن يتوقف إلا بتحرك المجتمع الدولي لإسقاط نظام بشار، والمملكة هي الدولة الوحيدة التي تقوم بواجبها كاملا في هذا الإطار.