الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مجموعة أصدقاء سوريا.. الواجب الذي لم يتحقق

مجموعة أصدقاء سوريا.. الواجب الذي لم يتحقق

23.06.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
الاحد 23/6/2013
بدا اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في الدوحة يوم الخميس أكثر جدية من الاجتماعات السابقة، على الرغم من أن الاجتماع لم يتخذ التزامات ضرورية لإنقاذ الشعب السوري من المحنة والمذابح التي يهندسها نظام الأسد ورعاته وميلشيات إيران.
ويلاحظ أن الولايات المتحدة والقوى الغربية لا تزال تتلكأ عن تسمية الأشياء بأسمائها وتحجم عن وصف الحالة في سوريا كما هي حقيقتها. ففي تصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال إن نظام الأسد يضطهد شعبه بمساعدة من إيران وحزب الله. وهذا تصوير مخفف لحقيقة ما يجري في سوريا، وعكس ما يحدث. والحقيقة هي أن نظام الأسد ليس قوة مستقلة عن إيران وحزب الله كي يطلب منهما المساعدة وإنما هو، بعد أن تكشفت الأقنعة، فصيل إيراني.
نظام الأسد لا يطلب المساعدة وإنما يلتزم بالتعليمات الإيرانية وليس له أي سلطة في سوريا، ولا يستطيع تقرير عما إذا كان يحتاج إلى مساعدة أو لا يحتاج، لأن تخطيط المواجهات وتعليماتها وقيادتها يجري في طهران، وما نظام الأسد إلا ميلشيا إيرانية مثله مثل حزب الله وميلشيا أبي الفضل العباس، كلهم منفذون لتعليمات طهران وخططها ومؤامراتها ضد سوريا وضد العرب. بل أن نظام الأسد حتى قبل اندلاع ثورة الاستقلال السورية المجيدة في مارس عام 2011، لم يكن مستقلاً عن طهران أو يستطيع التصرف في الأمور الداخلية والخارجية بلا تلقي تعليمات من طهران. وهذا بالضبط ما جعل سوريا، في السنوات الأخيرة قبل الثورة، تتحول إلى مستعمرة إيرانية وتمسك طهران بكل مفاصل البلاد وتمارس احتكارات اقتصادية وسياسية وعسكرية وفكرية علنية في سوريا.
ومن أسباب اندلاع الثورة السورية تسلط طهران وتغولها في سوريا واستسلام النظام التام للتدخلات الإيرانية ورهنه سوريا لدى طهران، وتنفذ الإيرانيين في القرار السوري، إضافة إلى فساد النظام وقمعه وتسلط أجهزته الأمنية على المواطنين السوريين وتعمد إذلالهم.
لهذا يرى السوريون أن إعطاء أي دور للنظام ورئيسه في تقرير مصير سوريا في أي محادثات سلام قادمة إنما هو تمييع لأهم اسباب اندلاع الثورة، إذ أن إعطاء أية شرعية للنظام يعني إضفاء الشرعية على النفوذ الإيراني وحرسه الثوري في سوريا.
وكان يجب على مجموعة أصدقاء سوريا ألا تكتفي بالطلب من دول جوار سوريا منع المليشيات من المشاركة في قتل السوريين، وإنما كان يجب أن تتخذ اجراءات حازمة لمنع ميلشيات إيران، بما فيها عساكر الأسد، من الاستمرار في المذابح واستباحة هوية سوريا وسيادتها وعروبتها. وكان يجب على المجموعة أن تعترف بالواقع المرير في سوريا وأن تعلن نظام الأسد فصيلا إيرانيا أجنبيا لا يتمتع بأية شرعية في سوريا، بل هو عامل فعال في مساعدة الغزو الأجنبي الإيراني على احتلال سوريا وانتهاك كرامة السوريين وقتلهم وتدمير مدنهم.