الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محاصرة التعاطف مع الحق

محاصرة التعاطف مع الحق

08.12.2013
د. مطلق سعود المطيري


الرياض
السبت 7/12/2013
    مرحلة صعبة تمر بها مساعي المملكة السياسية في سورية بسبب اكثر من تحرك عربي يريد ان يعطل مجهود المملكة السياسي في المنطقة، فاتهام حسن نصرالله للمملكة بأنها تدعم الجماعة التي اعلنت عن اغتيال احد قادة حزبه هو اتهام المقصود منه إرسال رسالة للغرب توضح بأن حزب الشيطان مستهدف من الارهاب الذي تدعمه السعودية كما يزعم، فلا ضرورة لإثبات بطلان هذا الاتهام لانه كذب مكشوف يمثله هذا الادعاء.. ولكن تبقى عملية الكشف مشروعة في مكان آخر، فطهران المعتدلة او طهران روحاني، التي تتقدم لمصافحة السعوديين باحترام مصطنع تعرف أن السعوديين لن يحترموا تلك المصافحة الا اذا احترمت طهران مواقفها، لذا هي امام هذه الحالة لا بد ان تخرج احد قرودها من القفص ليعبر عن وقاحتها الاصيلة وتحافظ هي عن اعتدالها المصطنع .
وسط هذا الكذب البين على المملكة، يجب ان يكون تحركنا قانونيا وليس سياسيا للرد على اتهامات صبي الفقيه، فالكذب مثبت والقانون يجرم الكذب والادعاءات الخسيسة، فيجب على المملكة في هذه المرحلة ان تتخلى عن شيء من سياستها القديمة في الرد على سقوط خصومها وتتبع سياسة "تسكت وإلا أجيب لك البوليس"، فقد يستخف البعض هذا التوجه بسبب ضعف سلطة القانون الظاهرة في الوطن العربي، وهذا شيء ملاحظ وموجود، فالرد على سخافات الاتباع والاذناب لا يكون ردا سياسيا يرفع من قدر الصغير، ولكن ردا قانونيا يسحب الصغير للمحكمة وبعدها فليحكم القاضي بأي سلطة يرى او يخاف، فإن حكم القاضي بقوة القانون النزيه كان ذاك نجاحا لمبدأ العدالة، وان انحرف عن القانون نكون ردينا على السخافة بسخافة مثلها..
المملكة اليوم تحاول اغلاق اكثر من باب فتح عليها بسبب مساندتها للشعب السوري، فالقضية السورية تخلى عنها الجميع سواء على المستوى الدولي او الاقليمي، فواشنطن سمعت نصيحة موسكو او سمعت مصلحتها وابتعدت، وتركيا نزل فارسها عن جواده بعدما اكتشف ان وجهه باتجاه مؤخرة الجواد وليس امامه، واللاعب الآخر اتجه لحزب الله ليبحث معه شراكة الاخوان في مرحلة ما بعد الاسد، وطلب فتح صفحة جديدة تعتذر بها عن سياستها ضد نظام الاسد، وقل عن ذاك العربي وذاك ما شئت ولكن لا تقل شيئا عن مساندة للشعب السوري !!
وحدها المملكة الموجودة في ساحة مساعدة الشعب السوري، وحدها ومعها دعوات الارامل ودموع الاطفال وانوار الشهداء وعطر الجرحى، هل تصمد بهذه القوى، من المؤكد سوف تصمد على هذا المبدأ، ولن تختار طريقا يرصف بدماء وكرامة وألم الشعب السوري.
خساسة المؤامرة على التعاطف السعودي في سورية تتضح من الاتهامات الموجهة للمملكة بأنها تدعم الجماعات الارهابية، لكي يحاصر دور المملكة بخطاب الاعلام المأجور، ويبدأ الانسان العربي يقبل بهذا الادعاء، فالقضاء على المساندة الشعبية العربية لحق الشعب السوري تبدأ من الهجوم على الموقف السعودي والتشكيك في منطلقاته، ونقول لمن حاول ذلك : ماذا يفعل الحرس الثوري الايراني في الشام، وما هو العمل الانساني الذي يقدمه حزب الله لابناء الشعب السوري، وأين هي المقرات الرئيسية للقاعدة؟ ومع أي حكومات تتعاون واي حكومة هي تعادي؟
كل ذلك محاولات ساقطة لابعاد الدعم الشعبي العربي عن الموقف السعودي في سورية، فبعد ان نجحت طهران وروسيا وحزب الله في إبعاد الدعم الدولي والاقليمي عن الشعب السوري، بدأت محاولات إبعاد التأييد الشعبي العربي عن حياة وألم وكرامة ودم الشعب السوري..