الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محاولات تعويم نظام دمشق وغسل يد القاتل

محاولات تعويم نظام دمشق وغسل يد القاتل

08.05.2016
السعودية اليوم


كلمة اليوم
السبت 7/5/2016
هل فقد هذا العالم صوابه؟، هل فقد الحد الأدنى من إنسانيته خلف حسابات الربح والخسارة في البازار السياسي؟. أحيانا تبدو هذه الأسئلة في غاية الموضوعية والمنطقية، نتيجة ما يحدث من مواقف دولية إزاء بعض الصراعات العادلة، وفي مقدمها الصراع العربي الإسرائيلي، حيث الانحياز الدولي الفاضح لقوى الاحتلال، لكن ليست هذه هي النقطة السوداء في الضمير الإنساني الحديث، إذ لا تزال هنالك انهيارات أخلاقية تأخذ ذات المنحى، وذات السبيل، خاصة فيما يحدث من دعم مقيت للقتل الرخيص كما يحدث اليوم في سوريا، وتحديدا في حلب "الشهيدة" على أيدي النظام، مع لامبالاة أو في الحد الأدنى تجاهل البعض لما يجري هناك، وبمباركة من القطبين الدوليين اللذين يشارك أحدهما علانية في ذبح السوريين بطيرانه، بذريعة مطاردة الإرهاب، فيما ينبري وزير الخارجية الأمريكي بعد أن يأخذ الخجل منه مداه بتصريح صحفي كالعادة لذر الرماد في العيون، وحفظ ما تبقى من ماء الوجه، ليس أكثر، بأنه على الرئيس السوري أن يتيح الفرصة للتسوية السياسية قبل أغسطس وإلا...؟، وهو تهديد يشبه التمني قياسا بسابقاته على مدى خمس سنوات من الدماء النازفة على الأديم السوري.
محاولات تعويم النظام القاتل، والذود عنه بكل السبل والوسائل، قد تبدو مفهومة نوعا ما من قبل طهران وموسكو وحتى تل أبيب الحلفاء التقليديين لنظام البعث، والذين ترتبط أجنداتهم في المنطقة بوجود بعث الأسد على سدة الحكم في دمشق، لكن ما لا يمكن فهمه في هذا السبيل، هو انخراط قوى إقليمية أخرى في عملية تعويم النظام، ومحاولة إضفاء الشرعية على براميله المتفجرة، وبعد كل هذا الرصيد الدامي من القتل الذي ناهز المليوني ضحية، وما يربو على 12 مليون نازح ولاجئ ومشرد ومعتقل، رغم أن هذه القوى كانت تتذرع بالامتناع عن إدانة أعمال نظام دمشق، والفصائل الإرهابية التي تقاتل إلى جانبه، بأنها تعتمد منهج عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، غير أن هذا المنهج الذريعة، ما لبث أن تحول إلى زيارات متبادلة بين الطرفين، رغم المقاطعة الدولية المفروضة على الأسد ونظامه.
نحن لا نتحدث عن حق كل دولة وكل نظام في اتخاذ الموقف الذي تراه في قضايا المنطقة، هذا حق سيادي لا نزاع حوله، لكننا نحاول فقط مقاربة هذه المواقف المنحازة والتي تذهب باتجاه تعويم نظام قاتل، أراد أصحابها هذا أم لم يريدوه، مع منطق القيم الانسانية، لنتساءل بأي وعاء سياسي أو اقتصادي، مهما كان حجمه، سيتم احتواء هذا السيل الجارف من دماء السوريين على مدار السنوات الخمس الفائتة للقبول بملاقاته في آخر الطريق ومصافحته كما لو كان طيلة ذلك الوقت يوزع الورد لا الرصاص على شعبه، هذا هو السؤال الذي ينبغي على كل من أراد أن يحج إلى قصر الشعب في المهاجرين أن يجيب عليه؟.