الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محرقة عصابة نصر الله في الجحيم السوري؟

محرقة عصابة نصر الله في الجحيم السوري؟

10.06.2013
داود البصري

الشرق القطرية
الاثنين 10/6/2013
توالي تصدير جثامين عناصر حزب نصر الله الإيراني و تشييعها في القرى اللبنانية هو تعبير حقيقي عن المصير الأسود الذي ينتظر ذلك الحزب برفقة حليفه النظام السوري و سيده النظام الإيراني ، فالمحرقة في بر الشام تعني أساسا إن ذلك الحزب العميل قد وصل لنهاية دورته التاريخية ، وإن تكالبه و إنتشاره الواسع في المدن السورية الثائرة و محاولة إستعادتها لهيمنة النظام من جديد قد سجلت مؤشرا على حجم الإنهيار النفسي و الأخلاقي الذي يعاني منه مرتزقة ذلك الحزب العصابي العميل، وإذا كان ذلك الحزب الشيطاني العميل ومن خلفه سيده وصانعه وممول إرهابه النظام الإيراني وبمعية النظام السوري المجرم قد إحتفلوا في الضاحية الجنوبية البيروتية وفي دمشق وطهران و معهم أيضا تلك البؤر الطائفية العراقية النتنة بعد مجازر القصير التاريخية والتي إضطر الجيش السوري الحر للإنسحاب التكتيكي منها بعد مقاومة بطولية ومعارك صمود إستشهادية لا نظير لها، اقول إن تلكم الإحتفالات ليست نهاية المشهد السوري و لا تشكل الهزيمة الساحقة التي يتمناها و يسعى لها معسكر الإرهاب و الظلم الإيراني الصفيوني ، فخسارة معركة في سلسلة حرب قاسية و طويلة وفي ظل التفرج الدولي المؤسف والمعيب على المجازر البشرية الهائلة وعلى يد نظام أعد جيشه كما يقول لمنازلة العدو الصهيوني بينما تم تحريف سلاحه وطائراته صوب إفناء شعبه!!، ليست خسارة للمعركة والحرب، فحجم الخسائر البشرية والعسكرية التي لحقت بجيش النظام السوري وبجحافل العصابات المتجوقلة معه وخصوصا حزب الشيطان الإيراني قد جعلت ثمن ذلك التقدم المحدود باهظا جدا وأكثر كلفة من أي عملية عسكرية عادية، والجولات القادمة كثيرة جدا ، و التعلم من الأخطاء والنواقص والإخفاقات مسألة لابد منها في واقع ميداني غير مريح تتعاون فيه قوى الشر العدوانية في حرب تشنها أنظمة تمتلك موارد هائلة و مخازن سلاح لا تنتهي أمام جيش سوري حر يتم تزويده بالسلاح بالقطارة، ولايتلقى من العالم الحر سوى الوعود الفارغة ، ولا يتضامن معه ومع الشعب السوري إلا قلة من أحرار العرب الذين سيواصلون المعركة لنهايتها الحتمية والمتمثلة في إنتصار قوى الحرية السورية على قوى البغي والعدوان. لن يفرح القتلة بنصرهم الوهمي والذي كلفهم الكثير جدا ، فقوادم الأيام تحمل في رحمها الكثير من المفاجآت التي ستجبر معسكر الشر الإيراني على معاودة تجرع كؤوس سم الهزيمة و الإندحار، معركة القصير الإستشهادية هي مجرد جولة في صولات جهادية كبرى قادمة ستعلم العدو الفاشي الإرهابي التكفيري الإيراني معنى القتال والإستشهاد ، نعلم جميعا بأن العالم الذي يرفع شعارات الحرية المموهة والمزيفة مجرد متفرج على المجازر رغم الإعلانات الدولية المتكررة عن ثبوت إستعمال النظام السوري للأسلحة الكيمياوية ولجوئه لأقصى درجات الإرهاب وحملات الإبادة الجماعية للشعب السوري من خلال قطع الرؤوس وإدارة حملات الإبادة البشرية بمعاونة العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية، يظل متفرجا فقط ويحصي أعداد القتلى والمفقودين ويصدر بيانات الشجب والإستنكار فقط لاغير مما يعني بأن شرعة وعقيدة الغاب لم تزل متحكمة بما يسمى بالنظام الدولي المنافق الذي لايقيم وزنا لتضحيات الشعوب وآلامها. المعركة منذ بدايتها قبل عامين ونيف من الشهور كانت واضحة المباني و المعاني لأحرار الشام و تتلخص في الإعتماد على الله جلت قدرته وعلى النفس في إقتلاع الفاشية، ولم يكن شعار ( مالنا غيرك يالله ) مجرد شعار عاطفي ! ، بل كان قراءة ذكية و مسبقة للوضعين الإقليمي و الدولي وإدراكا لحقيقة وطبيعة الصراع مع معسكر الهمجية الطائفي ، ولعل أهم وقائع و نتائج الصراع الدموي الجاري فوق روابي الشام يتمثل في كون المعركة معركة حسم ، فالمنتصر فيها لن يقبل أبدا بأقل من الهزيمة الكاملة و الحاسمة للمهزوم مع كل النتائج التي ستتمخض عن ذلك ، والنصر وفقا للقراءات المنطقية ولتتبع حركة التاريخ لن يكون سوى للشعب السوري الحر وجيشه الحر وأبنائه الشجعان المقاتلين الذين أذهلوا العالم بصمودهم الأسطوري في ثورة مقدسة هي من أروع ثورات التاريخ البشري قديما وحديثا، سينتصر أحرار الشام وستعلو رايتهم و ستنكس رايات الصفويين و حثالات الشعوبيين، فللباطل جولة و للحق صولة ، وسيتجرع بشار ونصر الشيطان ومن خلفهم شيطانهم الذي علمهم الدجل كؤوس سم الهزيمة ، وسينصر الله من ينصره و يخزي عصابات الغدر و الطائفية الهمجية المهزومة بإذن الله ، لحظات التراجع المؤقنة لا تشكل إنتكاسة في ظل الإيمان بحتمية النصر ، لقد هزم المسلمون في معركة أحد كما حوصروا في واقعة الخندق و عانوا ما عانوا في موقعة ( مؤتة ) ولكنهم رغم كل التضحيات والخسائر فتحوا مكة وحطموا قصور كسرى ودكوا أسوار بيزنطة. النصر السوري الحر قادم لا محالة فالأحرار لايهزمون بل إن عبيد الطغيان ورموز التخلف و العنجهية سيكنسهم التاريخ صوب مزبلته الشهيرة... فصبرا يا أحرار الشام فقلوب الشعوب الحرة معكم وستظلون الأعلى و الأعز ، وسينصر الله من نصره...