الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محطة الثورة السورية الأخيرة

محطة الثورة السورية الأخيرة

27.06.2013
نزار حسين راشد

القدس العربي
الخميس 27/6/2013
أعتقد أنّ قطار الثورة السورية، سيستقرُّ قريباً في محطّته الأخيرة، وسيترجّل منه الجميع، ليقفوا على أرض وطنهم ، باستثاء النظام وأعوانه الذين سيكونون قد ترجّلوا في المحطّة قبل الأخيرة، وسينسى النّاس وجوههم بعد حين!وحتى لايبدو هذا التوقّع أقرب إلى التمنّيات، فالشواهد على ذلك كثيرة:
-الخلاف الذي أُظهر إلى العلن وبقصدية واضحة خاصّة بين ثُنائي بوتين-كاميرون.. كاميرون بالطبع هو الناطق! أمّا المُلهم فهو الرئيس أوباما، وتوزيع الأدوار طبيعي بين الحلفاء ضمن الترتيب الهرمي المتّبعالمعلّم الكبير وصبيانه’!
-تراخي نبرة حزب الله وتراجع الزخم الإعلامي لحضوره بسبب: فشله النسبي في إثبات أي إنجاز عسكري بعد ‘القصير’، وتصعيد الأصوات المعارضة له داخل لبنان ضمن الصف الشيعي نفسه، ولو لاحظنا: الصمت الطويل المُريب لنبيه برّي وحركة أمل!
-فوز الصوت الإصلاحي ممثّلاً ب ‘حسن روحاني’ في الانتخابات الإيرانية، وبالرغم مما يقال عن دور المرشد، إلّا أن هذا الفوز يضع إيران في خانة من لايودّ كشف خلافاته الداخليه، وسيضطر المحافظين راغمين إلى إعادة التموضع، وخاصّة في ما يخصّ دورهم في سورية!
-الإصرار اللفظي الروسي وأُصرُّ هنا اللفظي، على تكرار موقفها من دعم الأسد، واستنكارها اللفظي أيضاً، لنيّة الغرب المعلنة في إيصال السلاح إلى المعارضةـ، ممّايضعها في خانة المستنكر غير المتحمس لاتخاذ أي إجراء على الأرض بكلفة قدتكون عالية وبدون أيِّ مردود!
وأعتقد أن ّخيار التّنحي سيطرح على الرئيس الأسد من قبل حلفائه بلهجة:ماعاد بالإمكان أكثر مما كان وما باليد حيلة!وإذاً فسيكون مؤتمر جنيف 2 في حالة انعقاده إعلاناً لوفاة النظام، وصفقة مع الأصوليين الإسلاميين، الذين لن يرغبوا على الأرجح بتكرار سيناريو أفغانستان بخوض حربٍ طويلة الأمد كما حصل بين طالبان وتحالف الشمال، وسيقبلون بسوريا معتدلة، إلى جانب الإخوان المسلمين أو تحت لواءهم حتى!والسبب أنّ هناك خيوطاً تشدّهم من جهة، ومن جهة أخرى لا يريدون أن يفقدوا أسهمهم لدى الشعب السوري، الذي سيتنكّر حتماً لأي طرف، يودّ أن يطيل أمد معاناته في حالة تنّحي بشّار بالطبع!
فوز روحاني رياحٌ سيغتنمها الغرب ولن يسمح لروسيا، أن تسرق منه سوريا علمانية معتدلة وموالية ومنزوعة السلاح، والروس لن يتشجّعوا لخوض مواجهة دامية مع تحالف غربي، بدل المواجهة السياسية، مادام الغرب سيضمن مصالحهم وهو ما سيفعله الغرب بالطبع!
وإذن فقد أصبح خروج بشّار مريحاً للجميع، خاصّةً وأنّ إسقاطات أفغانستان مازالت تعيش في رؤوسهم، فحمداً لله!