الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محمد عياش الكبيسي لـ«المجتمع»: نحن والثورة السورية في منزلة واحدة وإن اختلفت أساليبها وأدواتها المجت

محمد عياش الكبيسي لـ«المجتمع»: نحن والثورة السورية في منزلة واحدة وإن اختلفت أساليبها وأدواتها المجت

04.04.2013
Admin


30-3-2013
حاوره: إسراء البدر
تتباين ردود الأفعال من جانب قادة العمل الإسلامي العراقي حول الأزمة الحالية لحكومة «المالكي»، «المجتمع» التقت د. محمد عياش الكبيسي (نائب الأمين العام لرابطة علماء العراق)، والذي قال في تعليقه على هذه الحكومة بالقول: يقولون: إن الأمريكيين هم من أثار النعرة الطائفية.. لكن الأمريكيين لم يكونوا موجودين.. حينما تحالف المرجع الشيعي الطوسي والوزير العلقمي مع «هولاكو» في إشارة منه لعلاقة «المالكي» بإيران وسياسته الطائفية في العراق، وإليكم نص الحوار: < بعد شهرين من قيام الاعتصامات في المحافظات السنية في العراق، كيف تقرؤون واقع المكون السني في العراق؟ - السنة هم من قاوم الاحتلال الأمريكي، وهم من يقاوم اليوم الهيمنة الإيرانية، وهذا هو الذي ينسجم مع ثقافة السنة وتاريخهم، فهم دائماً يشعرون بأنهم الذين فتحوا العراق، وبنوا مدنه الكبيرة كبغداد والبصرة وواسط، وهم الذين أشادوا مجده وحضارته السامقة، هذا الشعور هو الذي يدفعهم للتضحية المستمرة بخلاف الثقافات الأخرى المبنية على الشعور بالمظلومية والترقب لاقتناص الفرص الثأرية والانتقامية، كما حصل في سقوط بغداد على يد «هولاكو»، وسقوطها اليوم على يد الأمريكيين. والواقع السنّي تغيّر كثيراً اليوم بعد هذه الانتفاضة المباركة، والتي أثبتت قوة السنة وقدرتهم على توحيد جهودهم وتنظيم طاقاتهم، لقد تمكن السنة من استعادة زمام المبادرة بعد معركة ضروس مع قوات الاحتلال الأمريكي، وقد كانت الحرب فيها سجالاً، إلا أن المقاومة السنيّة تمكنت في النهاية من طرد المحتلين، وهذا نصر للسنة وللعراق والأمة، وكان من المفترض أن تقدر المكونات الأخرى للسنة هذه التضحيات إلا أن تغليب المصالح الفئوية والجهوية على مصلحة الوطن دفع بهم للهيمنة على مقدرات البلاد مستغلين انشغال السنة بمقارعة المحتلين، لقد سادت حالة من الارتباك المؤقت في الوسط السني، إلا أنهم اليوم يشعرون بأنهم الأقدر على إثبات وجودهم واستعادة دورهم في حفظ العراق أرضاً وهوية وتاريخاً، وحماية ثرواته ومقدراته. < هناك حديث عن الإقليم السني، هل تنظرون إلى أن الإقليم حل للواقع العراقي؟ - الإقليم ليس مشروعاً سنياً، بل هو تعبير مخفف عن حالة الانقسام الحاصلة بالفعل، فالكرد يعيشون في وضع مريح وتجربة ناجحة بعيدة عن معاناة الوسط والجنوب، والشيعة يشعرون أن الفرصة مواتية للاستئثار بالسلطة ومقدرات البلد، وفي ظل هذا الوضع لم يعد أمام السنة إلا التفكير بإدارة أنفسهم وفق هذه المعطيات، ويبدو أن الإقليم هو أنسب الخيارات؛ لأن الذي يرفض الإقليم ليس أمامه إلا الاستسلام للواقع مع ما فيه من أخطار تطال الهوية والعقيدة والوجود، أو المواجهة المسلحة، وهذا ما ينادي به البعض، وهو خيار غير عقلاني وغير واقعي، فالمواجهة المسلحة ضد الحكومة معناها حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.. وبأحسن أحوالها ستقود إلى التقسيم لصعوبة التعايش بعد هذه المواجهة. < لماذا لا تكون للسنة هيئة مرجعية موحدة يرجع إليها في اتخاذ القرار؟ - المرجعية الدينية أو الثقافية غير ممكنة، بل هي تقييد لحرية الاجتهاد والتفكير والتعبير، وكل مجتمع يخضع لهذا النوع من المرجعيات، فإنه سيظل تحت سقف التقليد والجمود والتخلف، فمشروعية الاجتهاد تعني بالضرورة مشروعية التعدد والاختلاف، لكن المطلوب هو توحيد القيادة السياسية، والتي يناط بها اتخاذ القرارات الإدارية والسياسية والمواقف المصيرية، وهذا إنما يتأتى بقيادة منتخبة من الجمهور، وتضم مختلف التخصصات والكفاءات، وهذا ما بتنا نلمسه في اللجان المنظمة للحراك، وهو ما يبشر بحل هذه المعضلة بالطريقة الحضارية المتقدمة، وليس بمحاكاة الطوائف والفرق الأخرى. < الشيخ عبدالملك السعدي رفض فكرة الإقليم، وأنتم أيدتم، ما مبرراتكم في ذلك؟ - الشيخ عبدالملك أوضح على موقعه الرسمي أنه لا يعارض فكرة الأقاليم من حيث المبدأ، وإنما الخلاف في التوقيت واستكمال المستلزمات لإنجاح الإقليم، إلا أن الناس الرافضين للإقليم وأغلبهم من التيارات البعثية والعلمانية نشروا جزءاً من كلام الشيخ، وتكتموا على الجزء الآخر. < لماذا التخوف من قيام إقليم للسنة؟ وما أهمية وجود العراق إذا كانت الأغلبية(السنة) تتعرض للتهميش والقتل والاعتقال والاغتصاب وهدر للحقوق؟ - كل التخوفات من تكوين الإقليم ترجع إلى ثلاث نقاط: - أن تمنع الحكومة قيام الإقليم، كما حصل في تجربة ديالى، حيث أحبط «المالكي» بقوة السلاح هذه المحاولة التي اتفق عليها غالبية الناس في المحافظة، وهذا مؤشر أن إيران لا تسمح بخروج المحافظات السنية عن طوقها وهيمنتها. - أن يفشل السنة في إدارة الإقليم، وهذا وهم لأن أسلوب إدارة المحافظة لا يختلف كثيراً عن أسلوب إدارة الإقليم مع صلاحيات أوسع تتيح قدراً أكبر من القدرات والإمكانيات، لكن السؤال الذي ينبغي أن يجيب عنه مثيرو هذا السؤال: إذا كنتم غير قادرين على إدارة الإقليم، فكيف تسعون لإدارة العراق كله؟ بمعنى إذا كنتم تتخوفون من النزاعات القبلية والحزبية داخل الإقليم، فإن هذه النزاعات ستكون أكبر وأشد في حالة الدولة المركزية الواحدة. - أن يؤول الأمر إلى التقسيم، وهذا التخوف وارد لكنه وارد أيضاً وبشكل أقوى في الخيارات الثانية، فالمواجهة المسلحة لن تؤدي بأحسن احتمالاتها إلا إلى التقسيم، بل ربما يكون الاتفاق على أقاليم إدارية هو أيسر السبل لتخفيف الاحتقان الطائفي. < هل تتوقعون أن يلجأ «المالكي» إلى استخدام القوة العسكرية لفض الاعتصامات في المناطق الغربية؟ وفي حال ذلك، هل تعتقدون أن السنة مستعدون لهذه المواجهة؟ - لن يلجأ «المالكي» إلى استخدام المواجهة المسلحة مع المحافظات المنتفضة، لكنه سيحاول خلط الأوراق وإثارة الفتن والتضييق على السنة في المناطق المشتركة أو المختلطة خاصة في بغداد، أما أهل السنة فهم بكل تأكيد لا يحبذون المواجهة إلا إذا فرضت عليهم، وأظن أن «المالكي» يعرف حقيقة الإمكانيات الذاتية للسنة خاصة بعد انتصاراتهم التاريخية المذهلة على أكبر جيش في العالم. < الثورة السورية وانتفاضة السنة في العراق وحديث البعض عن «تناغم الثورتين»، ما تعليقك؟ - نحن أمة واحدة، والثورة السورية هي الأقرب لنا من حيث الجغرافيا، ومن حيث طبيعة الصراع وطبيعة الخصم، وبالتالي فنحن في منازلة واحدة، وإن اختلفت أساليبها وأدواتها، وما يجري على هذه الجبهة سينعكس على الجبهة الأخرى، إنهما أشبه بالمعركتين التاريخيتين «القادسية، واليرموك». < مستقبل العراق، هل أنتم متفائلون لذلك؟ - نعم، وبكل تأكيد نحن متفائلون.. فقد استيقظت الأمة، وأدركت قضيتها وهويتها.. وميّزت بين أصدقائها وأعدائها، وهذه من أهم مستلزمات الصمود والنصر الأكيد بإذن الله