الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مخابر النظام السوري الكيميائية: إنتاج مركب جنيف 2 بحاجة إلى مادة حافزة

مخابر النظام السوري الكيميائية: إنتاج مركب جنيف 2 بحاجة إلى مادة حافزة

06.11.2013
محمد عالم


القدس العربي
الثلاثاء 5/11/2013
‘الغرب لايزال ينتظر سقوط حمص لإعلان جنيف 2، ولكن نبشّرهم بأن التأجيل سيبقى مستمراً إلى ما شاء الله’.
هذا ما جاء في إحدى لوحات ‘فشة خلق’ التي كان يرفعها أحد المقاتلين داخل الحصار في أحد أحياء حمص القديمة. وعادة ما يلجأ المحاصرون لهذه اللوحات للتعبيرعمّا يجول في خاطرهم داخل الحصار أو لنقل وجهة نظرهم من المواقف المحلية تجاه مجريات وأحداث الثورة وحتى الدولية منها.
إني أتفق مع ما جاء في هذه اللوحة، فمدينة حمص وبلغة الكيمياء هي أقرب ما تكون إلى العنصر الرئيسي الذي بدونه لا يمكن أن ينتج مؤتمر جنيف 2، ولكن إذا ربطنا حصار معضّمية الشام بحصار حمص، وما جرى من إجلاء ‘دموي’ لأعداد من المدنيين المحاصرين في المعضّمية، فإنه يتبادر إلى الذهن مسألة عدم سماح النظام بمثل هذا الإجراء في أحياء حمص المحاصرة. وفي هذا الصدد، هناك أسئلة كثيرة تُطرح ومنها: هل تلقت معضّمية الشام جانباً إعلامياً أكبر مقارنة بحصار حمص؟ هل حال مدنييّ معضّمية الشام أسوأ بكثير من حال هؤلاء في حمص المحاصرة، مما ساهم بزيادة الضغوط على النظام لإجلاء الكثير منهم؟
لا أعتقد أن لأي من هذه التساؤلات التبرير الكافي على إجبار هكذا نظام على القيام بمثل هذا العمل، ولكنه ربما قام بذلك وعلى مضض بتوجيه ‘أبوي’ من روسيا وذلك قبل مؤتمر جنيف 2، وذلك لإعطاء جانب من ‘الجدية’ للدخول في مفاوضات مع المعارضة. وأظن أنه تم إجلاء العديد من مدنييّ معضّمية الشام دون مدنييّ حمص المحاصرة بناءً على تغليب الأهمية الجغرافية الكبيرة لحمص على المعضّمية، فحمص وما تكتسبه من خلال موقعها الإستراتيجي في معادلة الثورة السورية كونها تقع وسط سوريا، كانت ولا زالت تشكّل بؤرة التركيز بالنسبة للنظام.
وبناء عليه، فإن النظام ربما لن يتخلى أبداً عن فكرة متابعة إبقاء المدنيين داخل حمص المحاصرة، لأنهم وببساطة، ومن وجهة نظر النظام، قد يشكلون بمعاناتهم المستمرة ورقة ضغط نفسية على المقاتلين داخل الحصار، وبالتالي، وبالنسبة لمِخبَريي النظام، المادة الحافزة التي ستسهم في زيادة فاعلية الأعمال العسكرية المستمرة على حمص المحاصرة، وفي تسريع ‘نشاط’ العمل على سقوطها، وذلك للحصول على ‘مُركب’ جنيف 2.
ولكن يبقى السؤال الذي يجول في أذهان المتابعين من بعض الأنظمة العربية: هل سيبقى المحاصرون في حمص يلعبون دورالصاد، والمقصود ب الصاد هنا عامل يبطئ نشاط التفاعل الكيمائي وهوعكس المادة الحافزة وظيفياً في هذه المعادلة، أم أنهم سينتقلون للعب دور المادة الحافزة؟ هذا وإلى حين معرفة نتائج هذا التفاعل، نتمنى لبعض الأنظمة العربية مشاهدة طيبة لبقية برامجنا القصفية على مدار الساعة.