الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مخاطر الجمود

مخاطر الجمود

01.03.2014
رأي البيان


البيان
الخميس 27/2/2014   
لايزال الملف السوري يراوح مكانه، سواء ميدانياً أو سياسياً. وبعد أسبوعين، تمر الذكرى الثالثة لاندلاع الانتفاضة التي أمست عسكرية، وتداخلت فيها عوامل إقليمية ودولية معقدة، زادت من حساسية الوضع المتأزم أصلاً في منطقة الشرق الأوسط كلها.
لا تخفى على أحد أهمية ما يحصل في سوريا وتأثيراته على دول الجوار، التي تواجه هي الأخرى تحدياتٍ داخلية، من دون نسيان التدفق الهائل للاجئين السوريين عليها، وتداعيات ذلك على الوضع الداخلي، بكل تجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أما في الداخل السوري، ومع تفاقم مشكلة النازحين وما يشكله ذلك أيضاً من أعباء على التوازنات الاجتماعية في البلد، فإن الوضع الميداني يستمر على منواله المعتاد منذ شهور، وكأن الطرفين دخلا في دوامة "الحرب التي لا يمكن ربحها"، كما هو معروف في العلوم العسكرية، أي تواصل القتال بلا نهاية مرئية، وهو ضاعف مخاطره دخول العديد من التنظيمات المتطرفة من مختلف الاتجاهات على الخط.
سياسياً، انتهت جولات محادثات جنيف من دون أي تقدم يذكر، في مفاوضات أشبه بحوار الطرشان، وسط غياب إرادة دولية حقيقية في فرض حل منطقي، يلبي تطلعات الشعب السوري التي لا تحتاج إلى الكثير من النقاش طويل الأمد. كل ذلك، يقود إلى حالة جمود على كافة الصعد، تنذر بانفجار قد لا يبقي ولا يذر من الوطن السوري، الذي تلقت وحدته الوطنية ضربات في أساسه بسبب الأحداث الجارية ورد الفعل عليها، والصمت الدولي غير المبرر الذي تمخض قراراً أممياً، فقط في ما يخص شق إرسال المساعدات الإنسانية، وكأن المعضلة برمتها إنسانية لا سياسية.
الواجب، والحال كذلك، هو العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس بنود واضحة لا تحتمل التأويل، والتفاوض بطريقة لا تقبل التسويف من أي طرف، من أجل الوصول إلى نتيجة يطالب بها السوريون منذ 36 شهراً، ويعلمها المجتمع الدولي وإن كان يماطل في تحقيقها.