الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مخاطر تسليح المعارضة السورية

مخاطر تسليح المعارضة السورية

21.07.2013
صحيفة «غارديان» البريطانية

البيان
الاحد 21/7/2013
سيضيف قتل قائد بارز في المعارضة السورية، على يد متمردين تابعين لجماعة القاعدة، المزيد من الأعباء إلى الصعوبات التي يواجهها القادة الغربيون بشأن سياستهم حول سوريا.
وقد انتقدت صحيفة "واشنطن بوست"، بشدة، الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب ارتباكه، إلا أنه من الصعب رؤية ماهية الأدوات الفعّالة للتحرك، والتي تمتلكها، في الواقع، أميركا والغرب. تحول الأزمة السورية المشرق العربي بأكمله، وعلى الأرجح إسرائيل وفلسطين، إلى ساحة واحدة واسعة، لما هو الآن صراع طائفي بين السنة والشيعة، ويحمل أي تدخل خارجي خطورة حدوث اشتباك مفتوح.
ما يحدث في سوريا اليوم ليس فقط حالة غير مسبوقة لوحشية نظام ما، بل هي حرب تساوت فيها المعارضة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال عنف غير مقيد، كما أنه تلطخ بالمشاعر الطائفية. ووفقاً لآخر البيانات الصادرة عن "مرصد حقوق الإنسان السوري" المؤيد للمعارضة، فإن ما تم إهماله في إحصائيات الـ 100 ألف لحالات الوفاة المصدقة، والتي غالباً ما يشار إليها، أن نصيب ضحايا نظام الأسد كان أكبر بمرتين من نصيب ضحايا معارضيه المسلحين، وذلك بنحو 42 ألف قتيل، مقابل 18 ألف قتيل من الثوار، ونحو 36 ألف مدني (وهو عدد من المفترض أن يشتمل أيضاً على العلويين ومؤيدي النظام العُزّل).
إن الذين يأملون بأنه من شأن تسليح المعارضة السورية المساعدة على وقف عودة ظهور نظام بشار الأسد حالياً، وإجباره على التفاوض، يقومون بافتراض خطير. فمهما كانت القوة العسكرية التي قد يتم تقديمها للثوار، فإنها ستجري معادلتها بشكل أكبر من قبل حلفاء النظام.
السؤال الحقيقي الذي يواجه الغرب وحلفاءه اليوم هو كيفية التعامل مع سوريا المستقبلية، التي من المرجح بشكل كبير أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد في رئاستها- حتى لو كان ذلك بصورة اسمية فحسب-. وينبغي لسؤال فرعي أن يدور حول ما ينطوي عليه هذا الأمر في ما يتعلق بإعادة تنظيم كليهما بعناصر داخل المعارضة والقوات التي تدعم نظام الأسد. ومن شأن سياسة غربية حكيمة، الاعتراف والبناء على ما يبدو أنها حقيقة متناقضة في أن نظام الأسد وحزب الله قد وضعا نفسيهما، حالياً، في صدارة الحرب الأهلية ضد الإرهاب.
إن خيار الغرب في أسوأ حالاته هو التعثر في الانحياز لجانب في صراع تاريخي ومؤسف، وأن ينظر إليه باعتباره منحازاً لمذهب إسلامي ضد آخر. ربما من الجدير ذكره أن هذه ليست منطقة تتلاشى الأحقاد التاريخية فيها بمرور الوقت.