الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مراصد الطيران في مناطق المعارضة السورية.. كم أنقذت من أرواح!

مراصد الطيران في مناطق المعارضة السورية.. كم أنقذت من أرواح!

08.11.2017
سلطان الكنج


نون بوست
الثلاثاء 7/11/2017
ما إن تقلع طائرة الميغ 23 من مطار حماة أو السوخوي 24 من أحد مطارات حمص على سبيل المثال أو الطائرة الروسية من مطار "حميميم" حتى تردد المراصد محذرة ومعلنة النفير العام، فيضطرب الناس وتنفض الأسواق، تلك هي المراصد عندما تصدح محذرة وترصد صوت الطيار عندما يتحدث مع القاعدة الجوية، فهي بمثابة صفارات إنذار.
عن أدوار المراصد في مناطق الثورة السورية تحدث لـ"نون بوست" هلال أبو محمد أحد مديري مراصد ريف حلب الجنوبي قائلاً: "عندما تقلع الطائرة باتجاه الهدف نعرف ذلك عن طريق جهاز يلتقط ترددات الطيران، فيتحدث الطيار مع القاعدة الجوية التي أقلع منها ونعرف وجهته، إذا كانت ريف حلب عن طريق قيادة المركز بحلب ويتم التنسيق بكلام مشفر نعرفه من خلال كلمة سر تم اكتشافها صنوبر مثلا أو حطين".
مضيفًا "وعندما يقلع من حمص باتجاه ريف حماة الشرقي أو الشمالي فإنه ينسق مع مطار حماة الذي يمر فوقه، وكلما مر على منطقة يختار نقطة يحددها للقاعدة فنرصد مكان وجوده، وعندما لا يتكلم مع القاعدة ولا يحدد مكان مروره فإنا نحدد مكان المنطقة التي يمر فوقها من خلال الأجهزة اللاسلكية التي يحملها المدنيون "القبضات"، فإنهم يخبرون المراصد على أحد الترددات الموجودة بالقبضات أين وصلت الطائرة والجهة جنوبًا وشمالاً".
مؤكدًا "كما نستطيع في أحيان كثيرة معرفة نوعية الهدف أو مكانه من خلال محادثة قائد الطائرة مع رادار المطار أو مع قيادة المنطقة التابعة للنظام التي تستطلع للطيار الهدف إذا كان ميدانيًا قريبًا من الجبهة، فمثلاً يقول له النقطة فوق التلة عليها ثقيل للعدو تعامل معها، فنرصد ذلك ونخبر على الفور الثوار والمجاهدين بهذا، مما يحول دون تحقيق الطيار هدفه، كما أننا نعرف من خلال المراصد التجسسية الأهداف الأرضية للثوار التي سيتعامل معها جيش النظام ونحذرهم، فهذا الدور يفيد الثوار والمقاتلين الميدانين".
عماد أبو عرب صاحب أحد المراصد: "عندما يكون هناك هجوم للنظام على إحدى الجبهات فإننا نحرض الأفراد والتشكيلات من الفصائل ونعطيهم التفاصيل العاجلة والأماكن التي يجب أن يتوجهوا إليها ونرسل أصوات للمؤازرة تبعث الحماس في صفوف الفصائل الشريفة"
وفي هذا السياق أيضًا تحدث لـ"نون بوست" أبو الشيماء وهو يدير مرصد سراقب بإدلب: "نحن المراصد خرجنا من أول يوم منذ شن الضربات الجوية من النظام على رؤوس الشعب السوري بقبضات لاسلكية بسيطة، حيث نخرج فوق أماكن مرتفعة نحذر المدنبين من تلك الضربات التي بدأت تستهدف المناطق، وبعد مدة من الزمن أصبح لدى المراصد أجهزة تنصت حديثة نوعا ما، وتمكننا من وصل جميع المناطق المحررة، وعند اتجاه الطيران إلى القرى والبلدات والمدن المحررة والمأهولة بالسكان فإننا نطلق صيحات تحذيرية لكي يُخلي الناس التجمعات، وعند تنفيذ الغارة وفي حال وقوع إصابات نوجه الإسعاف والدفاع المدني ونراقب دوران الطائرة مخافة التنفيذ مرة أخرى مكان الضربة الأولى".
وللمراصد أدوار أخرى يحدثنا عنها عماد أبو عرب صاحب أحد المراصد "عندما يكون هناك هجوم للنظام على إحدى الجبهات فإننا نحرض الأفراد والتشكيلات من الفصائل ونعطيهم التفاصيل العاجلة والأماكن التي يجب أن يتوجهوا إليها ونرسل أصوات للمؤازرة تبعث الحماس في صفوف الفصائل الشريفة، وهناك أدوار نقدية من خلال هجوم المراصد على الفصائل المتقاعسة عن المؤازرة والقتال، فإنا لا نخشى ونجهر ونصدع بكل الحق الضائع أو المباع ونقف مع الإنسان المغلوب والمظلوم من النظام، وبعض من يفعل ذلك من المتسلقين على الثورة، وجل عملنا تحذير المدنيين، ففي اليل لا تستطيع سيارات المدنيين إشعال الإنارة خشية من طائرة الرشاش التي تستهدف الأضواء، لكن نحن كمراصد نراقب الجو فإذا كان خاليًا نخبر الناس بذلك، علمًا أن أغلبية المدنين لديهم "القبضات" التي صارت ضرورية لكل بيت وشخص".
وعن موقف تلك المراصد من الصراع بين الفصائل وتنظيم الدولة يقول أبو جبريل أحد المراصد العاملة بريف حماة (إننا لا نفرق في ذلك بين الثوار ولا التنظيم فعند اتجاه طائرة نحو مناطق التنظيم نحذره ونقوم بدورنا كما نفعل مع الثوار، ليس عندنا مشكلة في ذلك بل ونعمم عندما يحرز التنظيم تقدمًا ضد النظام بكل فرحة وهذا مشهور ومعروف ولا نخشى من هذا الأمر".
وعن الدعم من عدمه للمراصد يقول أبو جبريل: "لم تدعمنا المنظمات على كثرتها ولم نلمس ذلك أبدًا ولم تقدم لنا الفصائل أي دعم ولا الجمعيات الإغاثية علمًا أن دورنا مدنيًا، فنحن لا نتلقى راتبًا ولا دعمًا ونقوم بالمشروع بمالنا الخاص ونكرس كل وقتنا للعمل بالمراصد وهذا يتطلب منا ترك أعمالنا والتفرغ، وعندما يحدث عطل فني بأحد الأجهزة نعاني كثيرًا ماديًا لإصلاحه وهو مكلف هذه الأيام، لكن حاجة الناس لنا هو ما يحتم علينا أن نعمل رغم التهميش ماديًا وإعلاميًا، فنحن نخوض حربًا على هذا النظام لكن بهذه الوسيلة التي تؤثر تأثيرًا قويًا على النظام الذي أغار على بعض المراصد أكثر من مرة".
رئيس مجلس محافظة "حلب الحرة" المهندس محمد فضيلة: "نعم المراصد دعمها جداً ضعيف ونحن كمحافظة لا يوجد لدينا أي دعم نقدمه، ويمكن في الأيام القادمة أن نضع هذا بعين الاعتبار"
وعن وجهة نظر المنظمات في شكوى قلة الدعم والإهمال قال خليف العويدي المدير التنفيذي لمنظمة "ريف الإغاثية" قائلاً: "نستطيع تخصيص حصص غذائية أو نظافية لمرصد أو مرصدين بسبب عدم قدرتنا المادية، وعلى المدى المنظور لا يوجد شيئًا بل ربما سندعم لكن دون التقيد بخطة معينة".
وفي هذا الإطار قال محمد خان طوماني المدير التنفيذي لجمعية "قطر الندى": "تأتينا مشاريع جاهزة من الداخل كدعم خيم وغيرها، وليس عندنا قدرة مالية لتغطية ذلك، ونحن نقدم الدعم في المجالات المدنية، والمراصد لها أدور عسكرية وهذا يتنافى مع التزام ومجال عمل المنظمات والجمعيات الإغاثية التي تتجنب المجالات العسكرية على الرغم من أن لها جهدًا مدنيًا".
كما أشار رئيس مجلس محافظة "حلب الحرة" المهندس محمد فضيلة: "نعم المراصد دعمها جد ضعيف ونحن كمحافظة لا يوجد لدينا أي دعم نقدمه، ويمكن في الأيام القادمة نضع هذا بعين الاعتبار".
هذا وقد أصبحت المراصد وسائل إعلامية محلية، فهي داخل كل بيت ويحملها كثير من المدنيين لضرورتها وأهميتها بالنسبة لهم، فهي موجات محذرة من طائرات النظام والروس التي يقول السوريون إنها لا تكل في قتلهم وهدم بيوتهم والإغارة على أسواقهم.