الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مراوغات إيرانية بزعم حل الأزمة السورية

مراوغات إيرانية بزعم حل الأزمة السورية

15.12.2014
الوطن السعودية



الاحد 14-12-2014
فيما يبذل المبعوث الدولي للمنظمة العامة للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أقصى جهوده متنقلا بين العواصم - التي كان آخرها لندن أمس - من أجل إقناع الدول ذات التأثير بخطته لإنهاء الأزمة السورية، يظهر في إيران من يتحدث عن دعم بلاده لتلك الخطة وكأنه يشير إلى أن أي حلول لا بد أن تمر عبر طهران قبل تطبيقها على أرض الواقع.
يتجاهل المسؤولون الإيرانيون حين يتحدثون عن الأزمة السورية أن إيران جزء من المشكلة، وبالتالي فمن الصعب أن تكون جزءا من الحل إلا إذا سحبت قواتها التي تقاتل إلى جانب النظام السوري وأوقفت دعمها العسكري والسياسي لبشار الأسد، ذلك الدعم الذي يساعده في الاستمرار أكثر، مما يعني مزيدا من التهجير للمواطنين السوريين، ومزيدا من القتل والتدمير في الأراضي السورية.
وأما قول مساعد وزير الخارجية الإيراني أمس إن بلاده تدعم خطة دي ميستورا في وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة، وتؤيد حوارا بين الطرفين تشرف عليه الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي، فذلك لا يتجاوز كونه كلاما مجانيا لا يقدم أو يؤخر في حقيقة الموقف الإيراني الداعم بقوة لنظام الأسد إن لم يترافق بتوقف الدعم وسحب القوات الإيرانية وعناصر حزب الله الذي يتلقى التعليمات من طهران.
تتعامى إيران عن أن النظام السوري التفّ على مقررات مؤتمر "جنيف 1"، وشجعته على إفشال مؤتمر "جنيف 2" الذي لم يكن لها دور فيه بإجماع دولي، وعليه فإن ما أشار إليه مساعد وزير خارجيتها من أنها تريد المساعدة كي تنجح خطة دي ميستورا.. هو مناورة لمنح النظام السوري وقتا إضافيا، يؤكد ذلك مطالبة المسؤول الإيراني بأهمية الفصل بين الإرهابيين والمعارضة متناسيا أن ما يفعله الحرس الثوري وحزب الله في سورية ضد الشعب هو إرهاب مصنوع بقرار قيادي إيراني.
كذلك من المؤكد أن البنود الأربعة المقترحة من قبل إيران للحل السياسي للأزمة السورية، والتي لم يدخل المسؤول الإيراني في تفاصيلها، تخلو من سحب إيران لقواتها من الأراضي السورية، أي أن ما يشاع من أن إيران بدأت تبدي مرونة في مسألة تمسكها بالأسد وفي المساعدة في إنهاء الأزمة السورية ليس أكثر من مراوغات سياسية اعتاد العالم عليها من طهران، ولن تكون حقيقة إن لم تقترن بأفعال.