الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مسارا الحل والجوع في سوريا

مسارا الحل والجوع في سوريا

22.10.2013
رأي البيان


البيان
الاثنين 21/10/2013
ضخّت التوافقات بين الدول الكبرى حول سوريا جرعة تفاؤل بخصوص عقد مؤتمر «جنيف 2»، وهو ما انعكس على تصريحات المبعوث الأممي العربي الأخضر الابراهيمي، الذي بشّر بقيام «سوريا الجديدة»، والابراهيمي حذر في السابق مراراً من «صوملة سوريا» في فترة تعثر التوافقات السياسية بين الدول المعنية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا.
الجولة الحالية ستقود الابراهيمي بعد مصر إلى كل من إيران سوريا ودول أخرى في المنطقة، لحشد الدعم لرؤية يفترض أن تكون مدروسة ومراعية لأسباب الأزمة. لكن هناك مخاوف تبرز على عدة مستويات، من بينها حالة الفصام بين الحل الدولي سياسياً وبين رؤية المعارضة السورية الممثلة في الائتلاف الوطني.
حيث إن بند عزل الرئيس السوري بشار الأسد هو في صلب مطالب الأخير، بينما يتفادى الحل الدولي بخطوطه العريضة التطرق لهذا الأمر من قريب أو بعيد، وهذا ما قد يخلق مناخاً من عدم الثقة سينعكس لاحقاً في إضفاء الشرعية على الرافضين للحل السياسي والمراهنين على الحسم العسكري المستحيل في الأفق المنظور حتى الآن.
المشكلة الأخرى الملحة، هي عدم انعكاس التقدم الذي تم إحرازه على صعيد تدمير الترسانة الكيماوية للنظام على حياة الناس أو الجانب الإغاثي، ولو بشكل طفيف، بل إن الصورة تزداد قتامة، فالمدنيون في ريف دمشق عالقون على خطوط جبهة ساخنة تستخدم فيها كافة الأسلحة بما فيها الطيران الحربي، وتذهب مطالبات الأمم المتحدة بفتح ممر آمن أدراج الرياح.
الشهادات الميدانية التي وردت أخيرا تناقض التفاؤل الذي يشعر به الابراهيمي، فهناك نساء حوامل يتعرضن لطلقات قناص تستهدف الجنين، ووثق مركز حقوقي سوري شهادات تتحدث عن وفاة ثلاثة آلاف معتقل في فرع أمني واحد تحت التعذيب.
هذه التفاصيل ليست هامشية في حياة السوريين، بل إنها تحسم رفضهم أو قبولهم لما يتم طرحه من حلول، فالعائلة السورية الجائعة التي تسمع أن هناك موعدا قريبا لانعقاد «جنيف 2» تتوقع قبل ذلك أن يتم السماح لوصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.