الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مستقبل الشرق الأوسط في ظل النفوذ الإيراني

مستقبل الشرق الأوسط في ظل النفوذ الإيراني

21.11.2015
إبراهيم الشدوي



الشرق القطرية
الخميس 19/11/2015
ما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط ليس بغريب على كل مفكر وصاحب رأي سديد، ويمكن لنا الرجوع إلى الخلف لنرسم الواقع ونستشف المستقبل فيما هو قادم للشرق الأوسط، وما يحدث فيه..
فمنذ قيام الثورة الإسلامية المزعومة أنها إسلامية في إيران عام 1979م وتصدير فرنسا آية الله خميني إلى طهران كانت تعلم فرنسا التي أصابها منذ أيام ما أصابها في أحداث باريس التي حدثت وكانت ردة فعل طبيعية لما تقوم به من تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا..
ونجد أن إيران هي وقود لهذا الصراع وخاصة في العراق وسوريا فقد نجحت إيران عام 2011م وحققت نجاحا باهرا من انسحاب القوات الأمريكية من العراق ومنذ ذلك الحين فإنها تسيطر على العراق وسوريا, إنما تجد صعوبة في السيطرة على الزعماء الشيعة العراقيين ذوي التفكير المستقل أمثال السيد محمود الصرخي ومن شابهه، وقامت إيران باختراع تنظيم متعثر من الشيعة وأصحاب الأجندات في العراق بمساعدة المخابرات الأمريكية وأسمته داعش لمحاربة أهل السنة والجماعة في العراق ومحاربة الشيعة العرب الذين لا يسبحون في فلكها.
وحتى تتمكن إيران من المحافظة على الدولة الفارسية التي تحلم بها فقد سيطرة على مصر بعد الانقلاب العسكري بطريقة غير مباشرة وتم الاستحواذ والتمكن من الأزهر وأصبح الآن بيد الشيعة والمتصوفين عيانا بيانا واستخدمت إيران مزيجا من المداهنة والإعانات وتم لها ذلك.
وفي كل مكان تسعى إيران لتقوية المليشيات الشيعية الموالية لها وتحاول زعزعة الاستقرار في العالم العربي، مستغلة غرق مصر في أزمات كبيرة وتوريط السعودية في حرب ضارية في اليمن, إن ما تقوم به إيران هو استنساخ للتجربة اللبنانية في أوائل الثمانينات عندما استطاعت إيران دمج مجموعات متنوعة من الشيعة والأحزاب في لبنان تحت لواء حزب الله.
وهذا ما تحاول صناعته في اليمن ومصر وسوريا وشمال إفريقيا هل تستطيع طهران النجاح فيما هي مقدمة عليه أم يكون النجاح هامشيا.. أم يحبط إذا تم توحيد أهل السنة والجماعة في الوقوف في وجه المد الإيراني في كل الدول العربية...؟
هذا ما سوف تنبئنا به الأحداث القادمة.