الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مسخرة إيرلندا والمذبحة السورية!

مسخرة إيرلندا والمذبحة السورية!

20.06.2013
راجح الخوري

النهار
20/6/2013
انتهت محادثات الثمانية الكبار في ايرلندا الشمالية حول الازمة السورية على طريقة " يا حصرماً رأيته في حلب". فبعد خلاف مدى يومين بين الزعماء الغربيين السبعة وفلاديمير بوتين، خرجت القمة ببيان انشائي هزيل يدعو الى حل سياسي لانهاء الازمة، من دون ان يساعد عملياً عبر الاتفاق على اي مداخل الى هذا الامر الذي دعت اليه الجامعة العربية قبل عامين ونيف لكن دون جدوى!
مسخرة المساخر ان تدعو القمة الى عقد مؤتمر جنيف - 2 "وفي اسرع وقت" بعدما كانت نقاشاته الحادة قد اسست لمزيد من القتال ومزيد من المآسي، والدليل ان بوتين حرص بعد انتهاء القمة اولاً على القول إنه سيواصل ارسال الاسلحة الى النظام السوري "وفقاً لعقود مبرمة"، وهي العبارة التي يرددها سيرغي لافروف دائماً وقد باتت عملياً اشبه بعقود مع المقابر، وثانياً على تبني كلام الاسد حرفياً والذي كان قد حذّر من ان تسليح الدول الغربية للمعارضة سيرتد عليها في المستقبل !
مع انتهاء القمة بدأ وصول السلاح الى المعارضة، فقد قيل إن شحنة من المضادات للدروع والصواريخ المحمولة لمواجهة الطائرات على علو مخفوض وصلت الى "الجيش السوري الحر" في حلب، بما يعني ان الامور تتجه نحو جولة من القتال العنيف، يقول المعارضون انهم يريدون ان يجعلوا منها مقبرة لكل الاوهام التي نتجت من خسارتهم في القصير، فما معنى الحديث في قمة ايرلندا عن التزام الثمانية الكبار الحل السياسي؟
مسخرة المساخر ايضاً ان يقول مسؤول اميركي كبير إن مصادقة مجموعة الثمانية الكبار على مفاوضات سياسية لانهاء الحرب الاهلية في سوريا تفي بالاهداف التي سعى اليها الرئيس اوباما خلال محادثاته مع بوتين، والدليل ان مؤتمر جنيف كان قد دعا منذ البداية الى مفاوضات سياسية لانهاء الحرب، وقبله كانت "المبادرة العربية"، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ أوليس من المساخر ان يخلو بيان الثمانية الكبار مثلاً من اي اشارة الى مستقبل الاسد، وهو العقدة التي تعرقل الحل السياسي للازمة منذ عامين ونيف رغم ان سوريا تحوّلت مقبرة كبرى لابنائها ولمجلس الامن والشرعية الدولية؟
ومسخرة المساخر ان يبدو بيان القمة وكأن فيه دعوة الى قيام حرب ثالثة في سوريا المنكوبة، عندما يدعو السلطة والمعارضة الى الالتزام بالقضاء على التنظيمات والافراد التابعين لـ"القاعدة" وابعادهم من سوريا، وهي دعوة بلا معنى وخصوصاً انها تأتي بعدما كان التغاضي الاميركي الاعمى والانحياز الروسي الاحمق قد شرّعا كل الابواب السورية امام المتطرفين ورجال القاعدة الذين استجلبتهم المذابح المتنقلة التي نفذها النظام وأوصلت عدد الضحايا الى اكثر من 90 الف قتيل !