الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مسرحية الأسد الهزلية

مسرحية الأسد الهزلية

27.04.2014
رأي المدينة


المدينة
السبت 26/4/2014
أعلنت سوريا مطلع الأسبوع المنصرم بأنها مقبلة على انتخابات رئاسية وصفتها بأنها استحقاق رئاسي وقرار سيادي! وتأتي تلك الانتخابات في أحلك الظروف والأوقات العصيبة التي ربما عاشها السوريون، المضحك أن الأسد يواصل استهزاءه من العالم فبعد أن واصل قتل وإعدام وتشريد شعبه بوسائل شتى ولم يتورع ثانية في أن يستخدم شبيحة من حزب الله ومن على غرارهم في أن ينكلوا بأبناء شعبه، يصمم على أن يحكم دولة لا شعب فيها!!.
هناك في سوريا وحسب التقارير وإن اختلفت الأرقام قرابة 200 ألف قتيل ومئات الآلاف مثلهم معتقلون نصفهم لا يعرف عنهم أي شيء، حوالى 4 ملايين سوري لاجئ في لبنان وتركيا والأردن ومصر والعراق، أيضا حوالى 5 ملايين أخرى مهجرون داخل سوريا نفسها قرابة الـ4 ملايين بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة، ومع ذلك يريد الأسد أن يواصل جلوسه على جماجم السوريين، فمن يحكم الأسد ومن سيذهب إلى صناديق الاقتراع إن كان أكثر من نصف الشعب إما قتيل أو جريح أو مشرد، من أين يستمد الأسد شرعيته المزعومة والموهومة تلك التي يتحدث عنها!.
يبدو أن الأسد يعتقد أنه بذلك يتحدى العالم، ويبدو أيضا أنه يرتكز على ذلك في مساعدة روسيا وإيران له، وساعده في ذلك أيضا خذلان العالم للسوريين وأنه أصبح فقط يشاهد ويندد ولا يملك أن يتدخل بقرارات قوية ملزمة للأسد، حتى بعد أن ثبت استخدام النظام السوري وشبيحته لغاز الكلور السام مؤخرا، ما نتج عنه عشرات القتلى والمصابين.
انتخابات سوريا إن تمت سوف تكون انقلابا على مخرجات مؤتمر جنيف 1، التي لم يلتزم بها الأسد من الأساس، حيث قرر المشاركون حينها تشكيل هيئة حكم انتقالية من الطرفين (المعارضة والنظام) تمهد لتعديل دستوري وإجراء انتخابات رئاسية. كما أن الدستور السوري نفسه يتيح تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة 6 أشهر على الأقل وحتى عام كامل، لحين التوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية، لكن فيما يبدو أن الحل السياسي ربما هو الآخر يكون غير مجدي الآن، فالأسد نسي أنه يحكم فعليا على جزء فقط من سوريا. البعض قال إنه ربما تكون تلك فرصة لكي يخسر الأسد في الانتخابات ويترك السلطة بصورة ملائمة، لكن الأهم أنه في كل يوم يسقط قتلى لا ذنب لهم، ويكتفي العالم بالتنديد والأسد لا زال يواصل مسرحياته الهزلية.