الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "مسرحية" انتخابات النظام: الأسد يجدد البيعة لنفسه على أنقاض مدينة دوما المدمرة 

"مسرحية" انتخابات النظام: الأسد يجدد البيعة لنفسه على أنقاض مدينة دوما المدمرة 

29.05.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الخميس 27/5/2021 
دمشق – "القدس العربي" : بينما كان يجدد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، البيعة لنفسه، لحكم سوريا لولاية رابعة عبر انتخابات رئاسية شكلية، على أنقاض مدينة دوما، في ريف دمشق الشرقي، التي دمرها بكل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، وهجّر أهلها ليعلن نفسه كظافر في الحرب التي شنها ضد شعبه، وسط مسيرات رقص وأغانٍ صاخبة خرج بها الموظفون وطلاب الجامعات والمدارس تحت التهديد بالفصل أو الطرد، أعلن عشرات آلاف السوريين خارج مناطق سيطرة النظام وداخلها، عن موقفهم الرافض لانتخابات بشار الأسد، وأدلوا بأصواتهم عبر مظاهرات شعبية عارمة هتفت بشعاري "لا مستقبل مع القاتل" و"لا شرعية للأسد وانتخاباته" وسط تشكيك دولي من خمس دول غربية بنزاهة الانتخابات الرئاسية السورية. 
وخرج بشار الأسد صباح الأربعاء، من مدينة دوما شرق العاصمة دمشق، بعد 3 سنوات من سيطرة قواته عليها وسط حضور وسائل إعلام موالية وحكومية، مبرراً زيارته إلى دوما والاقتراع فيها، بأنه تأكيد على أن "سوريا ليست منطقة ضد منطقة، أو طائفة ضد طائفة". 
قابل ذلك، خروج عشرات آلاف المدنيين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بمشاركة مهجري المحافظات السورية، بمظاهرات شعبية عارمة تجمعت في ساحة السبع بحرات المدينة تحت شعار "لا شرعية للأسد وانتخاباته". وبث ناشطون صوراً وتسجيلات مباشرة للمظاهرات الشعبية الرافضة للانتخابات، والمعلنة عدم شرعيتها واستبعادهم بشكل رسمي منها. 
وإلى الجنوب، وتحديداً في محافظة درعا، خرج العشرات في مدينة بصرى الشام بمظاهرات شعبية رافضة للانتخابات، رفع فيها المتظاهرون يافطات كتب عليها "لا مستقبل مع القاتل" وطالبوا بإسقاط النظام السوري، كما شهدت مناطق عديدة من درعا ومخيمها وريفها الغربي والشرقي، إضراباً عاماً احتجاجاً على الانتخابات الشكلية. 
إضراب عام 
وتداول ناشطون وصفحات إخبارية منها "تجمع أحرار حوران" وصفحة "درعا 24" المحلية، تسجيلات مصورة، وصوراً تظهر حالة الإضراب العام وإغلاق الأسواق والمحال التجارية، في كل من مدن درعا وجاسم وطفس ونوى والجيزة والحراك تعبيرا عن رفضهم للانتخابات الرئاسية التي يجريها نظام الأسد. وقال المتحدث باسم التجمع أبو محمود الحوراني إن مدينة جاسم شهدت إطلاق نار، لإعلان حالة من الحظر العام بدءاً من ساعات الصباح الباكر مع توقف الحركة العامة فيها وإغلاق للمحلات التجارية والدوائر العامة باستثناء الصيدليات، دون أن تشهد المدينة أي عملية انتخاب. 
وأضاف لـ"القدس العربي" أن حالة الإضراب والحظر المعلنة، كانت نتيجة لوضع ستة صناديق انتخابية في المركز الثقافي بمدينة جاسم، وهو مركز تواجد أمن الدولة ومشفى جاسم الوطني ومديرية ناحية جاسم المتواجدة في مركز أمانة السجل المدني في المدينة، مشيرًا إلى أن "معظم المدن والبلدات في محافظة درعا أعلنت حظر تجوال وإضراب عام فضلاً عن بعض التفجيرات بالقنابل اليدوية التي استهدفت عدداً من المجالس البلدية، من بينها بلدية نمر والنعيمة وصيدا والحارّة والمليحة الغربية، بينما شهدت مدينة بصرى الشام شرقي درعا مظاهرة تطالب بإسقاط نظام الأسد، وترفض مسرحية الانتخابات الرئاسية". 
تجديد البيعة لبشار الأسد، بعد عقد من الدمار وحرب دموية شنها الأسد ضد الشعب السوري، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وروداها رفضاً للانتخابات التي وصفوها بأنها "لاشرعية" وكتب الخبير السياسي د.محمود حمزة "دائما كان النظام يكذب على السوريين ويزور إرادتهم بأنه يحظى في الانتخابات الرئاسية او الاستفتاء بتأييد الشعب السوري بنسبة عالية جداً تصل إلى 99%. واليوم جرت انتخابات لأول مرة و16 مليون سوري خارج سيطرة النظام وهم يرفضون الأسد المجرم وأعلنوا بكل حرية أنهم ضد ترشيحه ويجب محاكمته على جرائمه". وتساءل قائلاً "ألا يرى العالم أن الاسد لا شرعية له والانتخابات مزورة كالعادة". 
صور إدلب ودرعا كافية 
كما كتب المعارض والإعلامي السوري وائل تميم "كلما وجد السوريون بقعة محررة من النظام عبّروا عن رفضهم للأسد واحتقارهم للمهزلة التي يسميها انتخابات. هذه صور من إدلب ودرعا، وفيها يقول السوريون إن ألف انتخابات لن تمنح مجرم الحرب أي شرعية ولن تغير موقفهم منه". 
المحامي السوري البارز ميشال شماس قال "وحدهم أهالي درعا الكرام اخترقوا هذا اليوم الأسود وعبروا عن رفضهم المشاركة في تجديد البيعة للمجرم بشار الأسد رغم التواجد العسكري المكثف لجماعة الأسد. كل التحية لأهلنا في درعا ولكل السوريات والسوريين الذين عبروا عن رفضهم المشاركة في هذه المهزلة وخاصة المتواجدين في مناطق سيطرة قوات الأسد". 
واستذكر مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان مازن درويش الانتخابات السابقة بينما كان معتقلاً في سجون النظام، وقال "بعد مضي 6 أشهر في سجن عدرا المركز – سجن خمس نجوم بالمقارنة مع الأفرع الأمنية – جاءت الانتخابات الرئاسية وبما ان الغالبية العظمى من المعتقلين في سجن عدرا هم اشخاص تم اعتقالهم وتحويلهم من الأفرع الامنية بسبب معارضتهم للنظام وكون معظم المعتقلين لم يكن قد تم الحكم عليهم فقد كنا نتمتع بحقوقنا المدنية ومنها الانتخاب، إدارة السجن وضعت صندوقاً انتخابياً في كل جناح و كان هناك قوائم اسمية يتم فتح كل غرفة في الجناح ويتم مناداة كل سجين يحق له الانتخاب باسمه ليتوجه إلى الغرفة السرية. 
في داخل الغرفة السرية الصغيرة كان الناخب يتفاجأ بوجود شرطي – دون أي مبالغة – ينظر إلى السجين ويعطيه الورقة الانتخابية ويشير له من يجب أن يختار وفي نهاية العرس الديمقراطي كانت النتيجة الرسمية للانتخابات في الجناح العاشر أن كافة المعتقلين والذين تم اعتقالهم لكونهم شاركوا بتظاهرات وبأعمال "إرهابية" ضد النظام وطالبوا بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس انتخبوا المرشح بشار الاسد عدا اثنين أحدهما انتخب مرشحاً آخر والثاني امتنع عن القيام بواجبه الوطني وبناء عليه تم فصل الأول من الوظيفة التي كان يعمل بها في السجن والثاني الذي هو أنا تم حرماني من التنفس لمدة أسبوعين، وهذه كانت نتيجة الانتخابات الديمقراطية في سوريا عام 2014". 
وفي محاولة للتخفيف عن أهالي مدينة دوما، كتب حسان محمد "أهل دوما الأحرار ما بدها زعل أنو الأسد دخل على دوما بهذا الوقت وهالظرف يلي بيعتبره لحظات تاريخية، دايما كان معتاد الاسد يظهر مباشرة بنصره المزعوم بكل مدينة او منطقة يسيطر عليها، دوما من 3 سنين سيطر عليها حتى اللحظة لقدر يدخل عليها، وطبعاً ضمن تشديد واحتياطات أمنية كبيرة … الناس يلي شفناهم بالصور والفيديوهات او حتى اسماؤهم بالقائمة يلي انتخبت كلنا منعرفهم ومنعرف تاريخهم خلال الثورة او ما قبلها، ولكن هالخبر يوضح كمية الحقد على المدينة واهلها … والحرقة والكراهية لنشاطها الثوري يلي هو جزء ما بيتجزأ من الثورة السورية". 
وكتب "محمد الشريف" يتذكر الانتخابات السوري قبل نحو 14 عاماً "أتذكر أول ممارسة لحقي الاستفتائي بنعم او نعم كانت في عام 2007 وكنت حينها في الجامعة وقبل العرس الكبير أتذكر كيف أصبحت الجامعة مرقص للطلاب والاساتذة وبعض البنات المأجورات اللواتي كن العامل الاهم لداعمي الاسد.. كانت التجربة الاولى لي بعد سنة من توقيفي من قبل أمن الدولة ورغم أنني كنت اشعر بالاشمئزاز من هذه المظاهر الا ان تجربة الاحتجاز وتحذيرات الأصدقاء والزملاء دفعتني للذهاب للاقتراع في كلية الطب ولم يكن حينها يوجد شيء اسمه غرفة سرية او اي تنظيم وهذا كان الشيء الجيد اذ أنك تكون متأكداً ان كل الفسافيس والمخبرين سيعلمون اختيارك الحر بكلمة نعم. أتذكر كيف كان بعض الاشخاص ينتخبون عشرات المرات وكيف كان هناك فرخ مخابرات كان كل نص ساعة يقوم ويبصم بالدم ويعيد الامر طول اليوم، الحمد لله اننا تخلصنا من هذه العبودية إلى الأبد…". 
شجب دولي 
دولياً، وعشية انطلاق الانتخابات أصدر وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانا مشتركا للتنديد بـ "الانتخابات (الرئاسية) المزورة" المقررة في سوريا الأربعاء. 
وقالت الدول الخمس إنها "تدعم أصوات جميع السوريين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية، الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها غير شرعية" ومن المقرر أن يتوجه الناخبون السوريون اليوم إلى مراكز الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي قاطعتها المعارضة. 
وكان وزير الداخلية السوري، اللواء محمد الرحمون أعلن الثلاثاء استكمال جميع التحضيرات والتجهيزات اللوجيستية اللازمة للعملية الانتخابية الخاصة بالاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات الرئاسة. وقال الرحمون في مؤتمر صحافي أوردت تفاصيله وكالة النظام الرسمية (سانا) إنه تم إحداث 12 ألفاً و102 مركز انتخابي في مدن ومناطق القطر كافة.