الرئيسة \  تقارير  \  مسودة “النووي الإيراني” جاهزة للتوقيع ولم يبق سوى التحقيق في 3 مواقع.. وإسرائيل: ماذا عن “حزب الله”؟

مسودة “النووي الإيراني” جاهزة للتوقيع ولم يبق سوى التحقيق في 3 مواقع.. وإسرائيل: ماذا عن “حزب الله”؟

01.09.2022
عوديد غرانوت


القدس العربي                 
الاربعاء 31/8/2022
بقلم: عوديد غرانوت
 
إسرائيل اليوم 30/8/2022
دخلت المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران هذا الأسبوع إلى المصاف الأخير، على مسافة خطوة واحدة من التوقيع. طلب الإيرانيون بضعة أيام أخرى “للتشاور”، وقد يسوفون لزمن قصير آخر قبل تسليم جوابهم النهائي
.

في اليوم الأخير دخل القطريون مرة أخرى إلى الصورة في محاولة لربط ما لم يغلق بعد. خرج محمد الخليفي، مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية، إلى طهران على عجل للقاء علي باقري كاني، رئيس الفريق الإيراني لمحادثات النووي. بعد ذلك، هاتف المنسق الأوروبي كي يضع الأمريكيين في الصورة.
المذهل في هذه القصة أن هناك مسودة جاهزة للتوقيع، ومخططاً متفقاً عليه لوقف التخصيب وتخزين أجهزة الطرد المركزي المتطورة مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية. بعدها “يتنازل” الإيرانيون عن مطلبهم إزالة الحرس الثوري من قائمة منظمات الارهاب للولايات المتحدة، وبقيت مسألة واحدة لم حل لها حتى الآن: تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ظاهراً، يعد هذا موضوعاً هامشياً نسبياً، لكننا نجد طهران تتحفز كلما طرح سؤال: لماذا وجدت بقايا يورانيوم مخصب في ثلاثة مواقع لم يسبق لإيران أن بلغت عنها، وهي لا تقدم أجوبة حول ذلك، بل تطالب بإغلاق التحقيق قبل التوقيع على الاتفاق. وإذا لم يغلق التحقيق فلن يكون اتفاق.
تفسير ذلك ليس معقداً؛ كل تفسير توفره إيران سيفسر كاعتراف بأنها كذبت وحاولت خداع العالم. ومن يمسك به مرة بالخداع والتضليل سيشتبه به دوماً كمن سيواصل شق الطريق نحو القنبلة.
رئيس الموساد دادي برنيع، محق ومخطئ؛ محق في أن الإيرانيين يكذبون على الجميع، والجميع، بمن فيهم الأمريكيون، يعرفون هذا. ومخطئ حين انتقد علناً إدارة بايدن التي تسير نحو اتفاق في أساسه تضليل؛ إذ ليس من مهمته انتقاد الإدارة، بل إنه نقد لن يجدي نفعاً.
إسرائيل، رغم جهودها، لم تنجح في منع التوقيع على الاتفاق الأصلي في 2015. من يدعي نجاحاً لها لو اجتهدت أكثر، فهو مخطئ ومضلل. يجب أن يتركز الجهد الأساس مع الولايات المتحدة في محاولة التنسيق مع الإدارة حول كيفية تعميق الرقابة على إيران للكشف عما ستحاول إخفاءه وكيفية القيام ضدها كرد عسكري قاس. وإذا احتاجت إيران، حسب الاتفاق، إلى ثماني سنوات كي تحصل على “رخصة” لقنبلة نووية، فإن التهديد التقليدي الذي تنتجه الآن على إسرائيل والمنطقة سيزداد بعد التوقيع على الاتفاق الذي سيضخ عشرات مليارات الدولارات لرفع مستوى صناعة الصواريخ الباليستية لديها وتعميق الإرهاب.
لا حاجة للابتعاد حتى طهران. فريح إسناد الاتفاق المقترب بين إيران والقوى العظمى تشجع الآن نصر الله على رفع مستوى التهديدات على إسرائيل في موضوع تنقيب الغاز، رغم قابلية الخلاف مع لبنان.
حزب الله” لا يشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل، لكن لا يجدر الاستخفاف بأثر هدام لعشرات آلاف الصواريخ، بعضها دقيقة، ستنطلق من لبنان في حالة المواجهة. في هذا الموضوع أهمية كبيرة للتنسيق وللتفاهم مع الولايات المتحدة بالنسبة لمدى الرد الإسرائيلي وشدته إذا ما وعندما يخطئ زعيم “حزب الله” للمرة الثانية.