الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مشكلة لجوء المهاجرين ... والفضائح العالمية!

مشكلة لجوء المهاجرين ... والفضائح العالمية!

10.09.2015
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الاربعاء 9/9/2015
من البداية نقول: إن الذين يضطهدون المعارضين لهم في المشهد السوري والفلسطيني عامة وغزة خاصة، ويعذبونهم بمختلف أصناف التعذيب ويقتلونهم شر قتلة ويشردون الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في مجاهل اليابسة أو على أسطحة أمواج البحار المتعرجة حتى يغرق الكثير منهم كاتبين فصول تاريخ جديد حافل بالتوحش البشري الذي لا يساوي شيئا من التوحش الحيواني بحيث نعتذر لهذه الحيوانات المفترسة عن فعل مثل هؤلاء الحقدة الذين مادامت لهم مصالحهم في الحياة فإنهم لا يفكرون مجرد تفكير ولا يخطر على بالهم أن هؤلاء الضحايا البؤساء نوع من أدنى أنواع البشر وبني الإنسان! ولا غرابة ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن يكون تلميذا عبدا مخلصا للصهيونية والاستعمار الحديث الذي كشر عن أنيابه بحرب صليبية جديدة ومجوسية طائفية أظهرت أكثر وأكثر ما دفنته من لؤم وشهوة لسفك الدماء من قبيل:(تمسكن حتى تتمكن)! إن أولئك الذين ولدوا من رحم اليهودي الذي خالف كل ما تعارف عليه الإنسان أقصد (عبدالله بن سبأ) والذي جاء مطبقا لتعاليمه الوزير الشيعي في الخلافة العباسية زمن المستعصم (ابن العلقمي) الذي تسبب بخيانته هو والطوسي رفيق دربه في قتل وإزهاق أرواح مليون وثمانمائة ألف في بغداد وما حولها إرضاء (لهولاكو) الحليف الجهنمي للشيعة والصليبية التي سبقت بدورها مع تآمر اليهود إلى سحق نفوس المسلمين، وإن التاريخ ليعيد نفسه بلا شك خشية من أن تثير الحرب الأمريكية على العراق صراعا دينيا بين المسيحيين والمسلمين كما نشرت جريدة الحياة اللندنية في 29\ 2 \2003 ﻡ بل أصرح من ذلك ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط لندن في 8\ 2\ 2003 ﻡ عن (الأنبا يوحنا) نائب البطرك الكاثوليكي في مصر قوله:(إن بوش يستخدم المسيح درعا والصليبية ثوبا للدفاع عن مصالح أمريكا المادية، وإنه كان يقصد تماما معنى عبارة (الحملة الصليبية ولم تكن أبدا زلة لسان!)، وربط الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) بين هذه الهجمة الصليبية والتنسيق مع إسرائيل من منطلقات ثيولوجية ضيقة تغلب اتجاه المؤتمر المعمداني للجنوب الأمريكي الملتزم بفكرة إسرائيل المنادية بالمرحلة الحياتية الأخيرة قبل يوم الدينونة) كما نقلت أيضا صحيفة الشرق الأوسط لندن 10\ 3 \ 2003 ووضح ذلك السناتور الأمريكي (ادوارد كندي) والسناتور (بابريك ليهي) بقولهما: إن الإدارة الأمريكية مدفوعة إلى حرب العراق بحماسة مسيحية) نقول هذا لنؤكد أنه في عهد الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) لا يبعد أبدا أن يكون المقصود النهج نفسه، وللعلم فوالد أوباما متزوج من يهودية من (نيروبي) عاصمة كينيا، ومن مسيحية في أمريكا منها أوباما ومن مسلمة التي له منها البنون والبنات الأكثر فلاشك أن جينات أوباما الوراثية، وكما أثبت الواقع تنسجم مع هذا الثلاثي الذي في زعمه سينقذ العالم ولو كان على حساب جريان دماء الناس أنهارا في الشرق الأوسط وكل موقع يحقق له الهدف المنشود. ومن هنا فإننا لا نستغرب المسرحية المأساة الملهاة التي دبرت بعناية الصليبية الحاقدة والصهيونية والمجوسية الخادمة لهم دوما لتفتيت العرب والمسلمين وإحداث التغيير الديموغرافي لصالح الأسد ومحمود عباس الذي يفعل كل ما بوسعه بل أكثر لتثبيت الصهاينة وهم لن يتنازلوا عنه بسهولة كشأن الأسدين الأب والابن وإن الذي نرجحه من وجهتنا نظريا وطبقا لمعطيات الواقع الذي تحياه فلسطين وسورية خصوصا المرحلة الأخيرة أن ثمة مؤامرة محكمة هرول ممثلوها منذ البداية في الثورة السورية وفي حرب غزة لتمكين الأعداء من بلاد العرب والمسلمين واستعانوا بالمنافقين المستورين والمكشوفين وتعروا من كل موقف ديني أو خلقي أو إنساني حفاظا على كراسيهم وابتلاعهم الثروات الكبار التي يفهم أسيادهم أنها مبتغاهم، ولذا فلا يبعد أن يكون تصريح المستشارة الألمانية (انجيلا ميركل) أنها ستحكي للأجيال قصة لجوء الفلسطينيين والسوريين إليها مع أن مكة أقرب لهم منها وتقول: لا غرابة فالنجاشي النصراني استقبل صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذين لجأوا إليه في الحبشة - وإن كانت ألمانيا فعليا تحتاج إلى أيادي عاملة ومهن لا يعمل فيها الأوروبيون - إنه المخطط المجنون لاستيعاب المهاجرين وفتح الأبواب في النهاية لتنفيذ ما اتفق عليه مع بعض حكامنا الأشرار وداعميهم، كالأسد لإنجاح التغيير الديموغرافي في سوريا خصوصا وجعلها بعد زمن – ولو كان طويلا- محافظة إيرانية كما صرح آية الله (جنتي) منذ سنتين كما فعلت في بناء إيران الدولة بعد رحيل السلطان سليمان القانوني حيث زادت نسبة الشيعة فيها. وبالتعاون مع الصليبية الحاقدة والصهاينة المؤسسين لهذه التدابير وإن (المجمع الكنسي في روما) بإيطاليا وفروعه لن يهدأ حتى يحقق تشويه الإسلام بأساليب استعمارية جديدة ويكسب تنصير كثير من الأحفاد كما جرى للأفغان الذين هاجروا إلى أستراليا بعشرات الآلاف منذ مدة بعيدة فها هم شبابهم وأطفالهم قد غدوا مسيحيين، وهذا ما حدث في تهجير البوسنيين عبر العالم حتى إلى إسرائيل، ونحن لا نشك في هذا أبدا. ولذلك فإنه لابد من بعض التنبيهات التي لا يمكن إغفالها وهي:
‌أ- ضرورة التحرك والتحرق الفعالين من علماء المسلمين وأن يأخذوا دورهم الريادي في الاندماج مع الشعب ومشاركتهم مأساته ميدانيا وفعليا لا بمجرد الفتاوى – وإن كانت ضرورية – ولابد من خطوات عملية لإيفاد مئات اللجان إلى العالم سيما الحكام لإعادة شرح الوضع السوري والتآمر العالمي الرهيب الذي تتصدره إسرائيل وأمريكا وروسيا - ونحن وإن كنا نعرف وعورة مسلك العلماء -ولكن لابد مما ليس منه بد كما كان عبد القادر الجيلاني والعلماء الربانيون – رحمهم الله – يفعلون أيام التتار والصليبيين ويساعدون النازحين ويدربونهم ويتخذون منهم دروعا لحماية الوطن في سبيل الله وفئة أخرى من أهل السياسة والحكمة ليستفاد من آرائهم استراتيجيا. ولا شك أن الكثيرين ممن يهاجرون في رحلة الموت البحري والأرضي إذا وجدوا توجيها ربانيا وإعانة مادية ولو قليلة سوف يلغون هذه الرحلة الخطيرة. فتأملوا في مصير الطفل (آلان) والآلاف من أطفال العرب والمسلمين قديما وحديثا.
‌ب- التنبيه على كلام الفقهاء كما ذكره العالم شيخ الحرم المكي (سنان الدين الأماسي) من علماء القرن العاشر الهجري وشيخ الحرم المكي أن: البحر لا يركب أثناء ارتجاجه وهذا محل اتفاق بين العلماء انظر أحكام القرآن لظفر العثماني 1 ص104. صونا للأرواح لأن الغالب على الراكب الهلاك، مع التماسنا العذر لمن وجد نفسه مضطرا ولم يجد أي عون من الحكام والعلماء والتجار فحسبنا الله ونعم الوكيل. ولاسيَّما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما (اثنان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء) أما بلفظ: صنفان فسنده ضعيف.
ج- والمطلوب من تركيا إغلاق حدودها وعدم السماح بالهجرة واستيعاب اللاجئين مهما بلغوا مع زيادة التفاعل من دول الخليج لحل مشكلات اللجوء وهذا واجبها إذا رأت ما تفعله إيران في المنطقة.
د - والأفضل أن يكون في البداية -استعمال اللوبي والضغط الأقوى للتخلص من الأسد السفاح وعباس فإن في هذا حلا لمعظم المعضلات كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وهو الأهم في لعبة الحلبة.
ز- رفع نسبة المظاهرات في أوروبا خصوصا لإظهار حقيقة موقفها وركلها لحقوق الإنسان وفضح الأمم المتحدة ومجلس الأمن بل الخوف معها سيما موقف المجر مع أن هذا غير مستغرب فالمعروف في تاريخها أن ملكها (شارل روبرت) أرغم جميع رعاياه من غير المسيحيين على اعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد، بل إن إحدى البلاد اشترطت أن تستقبل المهاجرين المسيحيين فقط.
ه - فضح مواقف من سموا أنفسهم بأصدقاء الشعب السوري زورا وبهتانا فقد دلت الوقائع على أن أكثرهم جواسيس عليه وخدام للصهاينة بهدف تثبيت إسرائيل والحفاظ على أمنها. وما مسرحية (بوتين) اليوم لدعم بقاء السفاح الأسد عسكريا وبشريا واعتراض وزير الخارجية الأمريكي (كيري) اليهودي الأصل إلا مداورة ومناورة كمسرحية الكيماوي سابقا فكلما دخلت أمة لعنت أختها ظاهريا واتفقت معها باطنيا. ختاما ننصح القارئ الكريم أن يطلع على كتاب الأستاذ الدكتور محمد عمارة:(حقائق وشبهات حول الحرب الدينية والجهاد والإرهاب) فقد أبدع في عرضه وتحليله حفظه الله.