الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مشوار الألف ميل

مشوار الألف ميل

22.12.2013
رأي الشرق



الشرق القطرية
السبت 21/12/2013
الاجتماع الذي عقد امس في قصر الامم في جنيف وافتتح اعماله مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي بحضور ممثلي عن الولايات المتحدة وروسيا للتحضير لمؤتمر "جنيف — 2" الدولي حول سوريا ربما يشكل الخطوة الاولى في مشوار الالف ميل وصولا الى تحقيق تطلعات الشعب السوري رغم العقبات الكثيرة الموجودة على الطريق.
وقد بدأت بالفعل بوادر الخلافات في الاجتماع التحضيري حتى على الدول المشاركة في هذا المؤتمر والذي من المقرر ان يعقد في الثاني والعشرين من يناير المقبل، حيث عارضت بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة مشاركة ايران في المؤتمر، حيث يضع الائتلاف السوري المعارض عدم مشاركة طهران شرطا لحضوره مؤتمر "جنيف — 2".
ويبدو ان الخلافات التي جرت في الاجتماع التحضيري حول قائمة المدعوين ليست سوى مقدمة للعقبات الكبيرة التي تواجه المنظمين للمؤتمر والتي يقف على رأسها تسمية ممثلي المعارضة ومدى تمثيلهم للطيف الواسع من المعارضة السورية، فضلا عن وجود جماعات مسلحة على الارض ترفض فكرة مؤتمر جنيف والجلوس مع ممثلي النظام السوري من الاساس.
ايضا فان كبرى العقبات التي تواجه المؤتمر، تكمن في الاختلاف بين القوى الكبرى حول تفسير بنود الخطة التي تم اعتمادها في مؤتمر جنيف الاول في يونيو 2012 لتسوية النزاع، خصوصا ما يتعلق بالحكومة الانتقالية ومصير بشار الاسد. وتجددت هذه المخاوف بعد ان اطلقت دمشق تصريحات حول احتمال مشاركة الاسد في الانتخابات الرئاسية، وهي أثارت غضب حليفتها الكبرى روسيا واعتبرتها "تؤجج التوتر" مع اقتراب مؤتمر جنيف.
ان السبيل الوحيد لمعالجة الازمة في سوريا هو طريق الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة في الحرية، غير ان كل المؤشرات تقول ان الظروف غير مهيأة حتى الان لانضاج هذا الحل، وان فرص نجاح مؤتمر "جنيف — 2" لا تزال ضئيلة، وان المطلوب من المجتمع الدولي اكبر بكثير مما يجري حاليا.