الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مصر وسورية .. بين مخالب إعلام إسرائيل والإعلام العميل !

مصر وسورية .. بين مخالب إعلام إسرائيل والإعلام العميل !

19.08.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 19/8/2013
لأننا متأكدون تماماً أن إسرائيل هي الخنجر المسموم في قلب الدول العربية والإسلامية فإننا متفهمون أن الصهاينة لا يعملون وحدهم ولولا اعتمادهم على حبل من الناس وعلى رأسهم الأمريكان المتزعمون للغرب الداعم المباشر لهم ومن جملة أذيالهم بعض الدول العربية والإسلامية فإننا نستطيع من دون صعوبة أن نقول: لقد دهشت إسرائيل بقيام الثورات العربية على الحكام الفاسدين المستبدين الذين ربتهم ودللتهم وذللتهم لطاعة المحتل طاعة عمياء وإن رفعوا في الظاهر شعارات ضد هذا المحتل فقد فضحتها هذه الثورات وهي إذ كشفت أوجهها القبيحة منذ زمن إلا أنها في هذه الأوقات أبانت عوراتها العفنة بعد أن هتكت عنها ورقة التوت السوداء مصممة ألا تجعل لها حركة عودة في نهضات اللاعودة بعد كل هذه الآلام والمذابح ومؤسسات القمع التي حكمتها ولما كانت إسرائيل هي المحتلة وعبيدها هم المستبدون وعرفنا كيف أن المستبد قد ظهر أشد خطراً من المحتل من فرط الطاعة والتبعية الدنيئة إمعانا في القهر والحفاظ على الكرسي كيلا ينقلب عليه إذا عصى فإن المعلم الذي عرف كيف يضرب ضربته أفهم الطالب المتميز أن أي بقاء لهما معا لا يمكن أن يستمر دون استخدام الإعلام الهدام فقد حرصا على الإتقان الشديد لغزو الشعوب بهذه السياسة الخادعة لتقلب بضخها الإعلامي السيئ الحق باطلا والباطل حقا وتحقق مآربها الخبيثة والدليل على ذلك ما جرى في مصر خلال ثورة 25 يناير وبعدها وما يجري اليوم وما جرى في سورية في هذا الإطار وما زال جاريا فإسرائيل التي دعمت الأسدين الأب والابن صرحت أكثر من مرة أنها تعمل الآن على إبقاء بشار ونظامه لأنها تخشى سقوطه الذي سوف يزعزع أمنها في الإقليم الشمالي ويؤدي إلى انهيار الهدوء على جبهة الجولان خصوصا إذا كان الإسلاميون هم البديل، كتب هذا الكاتب الإسرائيلي عنار شيلو كما في هآرتس في العشرين من يناير الأسبق ورأى رئيس الموساد الإسرائيلي السابق أفرايم هليفي أن سقوط الأسد كارثة على إسرائيل ورأى رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخابي أن رواية نظام الأسد إعلاميا هي التي تقول الحقيقة عندما يتحدث عن عصابات تهاجم قوات الجيش وكم صرح نتنياهو بخوفه من سقوط نظام الأسد لأن ذلك يشكل تحديا لإسرائيل وأن المستوطنات إنما توسعت بفضل الأسد وهو ما ذكرته جانين زكريا مراسلة الواشنطن بوست في إسرائيل عبر مقال " إسرائيل تفضل بقاء الأسد " ولتناغم السيد في تل أبيب مع العبد في دمشق فقد صرح ابن خالته رامي مخلوف أنه إذا لم يكن استقرار في سورية فلن يكون استقرار في إسرائيل ولذا فإن اللوبي الصهيوني في أمريكا والغرب بل وروسيا وإسرائيل يدعمون الاتجاه الذاهب في عدم إسقاط نظام الأسد الإرهابي ضد أي نظام جديد ديمقراطي. ولأن اللعبة محكمة تقرأ الماضي والحاضر وتستشرف المستقبل فإن صحيفة " لوفيجارو " الفرنسية نشرت بتاريخ 28-7-2011 أي منذ بداية الثورة وحالتها السلمية أن إسرائيل طلبت رسميا من حلفائها وقف الحملة ضد سورية الأسد رغم أن دولا عديدة لم تعد قادرة على التمسك به بعد ما كان منه من مذابح للشعب السوري، وطبعا فإن هذا قبل عسكرة الثورة مضطرة ولكن مشكلة إسرائيل وحلفائها أنهم لم يروا المشهد على حقيقته أو رأوا ولكنهم يتماهون مع روايات اللانظام السوري وينسون أن الثوار الذين جابهوا وصبروا وما زالوا على امتداد الأرض السورية طولا وعرضا قدموا جميع الأدلة أنهم منتصرون وما على الأسد المجرم وحليفه البائس إلا الرحيل قلبا وقالبا.
أما إذا شئنا أن ننظر إلى مصر العروبة والإسلام والتي تعتبر العمود الفقري للبلاد العربية حقا فإن إسرائيل قد دعمت نظام مبارك إعلاميا دعما لا حدود له واعتبرت أنه الصديق الودود، وأنا أقول إنه كان شريكا وحليفا لا مجرد صديق ويكفي ما أذل به المصريين عموما من أجل إرضاء إسرائيل ويكفي كم أذاق قطاع غزة الويلات سياسيا واقتصاديا حيث أجاع أهله ووقف ضد النساء والأطفال وأغلق المعابر خنقا وسحقا مما يطول شرحه حتى أذاقه الله البأس فكانت ثورة 25 يناير التي أطاحت بالمستبد اللص المجرم وسقته من كأس الذل نفسها التي أذاقها شعبه وكل شاة برجلها ستناط كما يقول المثل ولقد كان الإعلام المصري المنحاز لمبارك قبل ذلك يذود عنه ويؤكد شرعيته شرعية قوة الطغيان لا قوة الحق واستعمل كل تحريض ضد الثوار ودافع حاكم إحدى الدول العربية الكبرى عن المخلوع وصرح بأنه سيدعمه إلى آخر رمق ووجه إعلامه للسيرورة في هذه الاتجاه تقوية للإعلام المصري الذي عمد إلى التضليل والتقليل من جهد الثورة بل شوهها حتى قال الخبير الإعلامي المتميز ياسر عبدالعزيز: إن وسائل الإعلام المصرية المملوكة للدولة لم تكن على مستوى الحدث خلال أحداث يناير مطالبا بالتغيير الجذري في المنظومة الإعلامية ونشر الحقائق التي قوامها المصداقية والموضوعية لتنمية الوعي المجتمعي والإعلام التربوي الباني لأي دولة تريد النهوض وأن الاستبداد والقمع والقتل والسحل حتى للنساء والأطفال لا يحاصر الأحرار فالأفكار إنما تواجه بالأفكار فقط ولن يرمي الدم أصحابها في اليم ولما أسقطت الثورة المصرية هبل القاهرة صرح رئيس وزراء العدو نتنياهو أنه حزين أشد الحزن لفقدان صديق ودود للحكومة والشعب الإسرائيليين ولما تسلم الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي كانت لهم تصريحات واضحة بعداوتهم لأنهم كانوا يخرجون شريطا مسجلا له قبل تسلمه الرئاسة يحرض على بني صهيون ومقاومتهم وقد علق على ذلك بفرح أحد أكبر مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي إيلعيزر بكل وقاحة وكذب: أن الشعب المصري شعب يحب الغناء والرقص والطرب وأن مرسي يريد أن يعيده أربعمائة سنة إلى الوراء ونسي أن هذا الشعب شعب الجد والثورة والتدين ولكن لأنه فارغ فإنه لا ينظر إلا إلى القسم الفارغ من الكأس ثم صدرت التصريحات الإعلامية الإسرائيلية كما العربية العميلة تدعم السيسي لنعرف الحقيقة أن معظم الإعلام العالمي قد انحاز إلى الحق بموضوعية مع الشرعية إلا مثل هؤلاء الذين كشفت حقيقتهم بإعلامهم المجرم والذي يظهر معه أن الحكام الطغاة وعلماءهم المنافقين مع الباطل ضد الحق ومع الظلم ضد العدل وأنهم والصهاينة وجهان لعملة واحدة.